نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32
ب- الشورى في محاولة الصلح مع غطفان:
حاول النبي صلى الله عليه وسلم تخفيف حدّة حصار الأحزاب للمدينة بعقد صلح مع غطفان بالذات لمصالحتها على مال يدفعه إليها على أن تترك محاربته، وترجع إلى بلادها فهو يعلم صلى الله عليه وسلم: أن غطفان وقادتها ليس لهم من وراء الاشتراك من هذا الغزو أيَّ هدف سياسي يريدون تحقيقه أو باعث عقائدي يقاتلون تحت رايته، وإنما كان هدفهم الأوّل والأخير من الاشتراك في هذا الغزو الكبير هو الحصول على المال بالاستيلاء عليه من خيرات المدينة عند احتلالها، ولهذا لم يحاول الرّسول صلى الله عليه وسلم الاتصال بقيادة الأحزاب من اليهود، كحيي بن أخطب وكنانه بن الربيع أو قادة قريش كأبي سفيان بن حرب، لأن هدف أولئك الرّئيسي لم يكن المال، وإنما كان هدفهم هدفاً سياسيّاً، وعقائديا يتوقف تحقيقه والوصول إليه على هدم الكيان الإسلامي من الأساس، لذا فقد كان اتصاله "فقط" بقادة عطفان الذين "فعلاً" لم يتردَّدوا في قبول العرض الذي عرضه عليهم النبي صلى الله عليه وسلم [1]. فقد استجاب القائدان الغطفانيان "عيينه بن حصن، والحارث بن عوف" لطلب النبي صلى الله عليه وسلم، وحضرا مع بعض أعوانهما إلى مقرَّ قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، واجتمعا به وراء الخندق مستخفين دون أن يعلم بهما أحد، وشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مفاوضتهم وكانت تدور حول عرض تقدم به رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيه إلى عقد صلح منفرد بينه، وبين غطفان، وأهمُّ البنود التي جاءت في هذه الاتفاقية المقترحة.
- عقد صلح منفرد بين المسلمين وغطفان الموجودين ضمن جيوش الأحزاب.
- توادع غطفان المسلمين، وتتوقف عن القيام بأيَّ عمل حربيَّ ضدهم.
- يدفع المسلمون لغطفان "مقابل ذلك" ثلث ثمار المدينة كلَّها من مختلف الأنواع. [1] السيرة النبوية للصَّلاَّبي (2/ 185).
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32