نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 26
[2] - الشورى في غزوة أحد:
بعد أن جمع صلى الله عليه وسلم المعلومات الكاملة عن جيش كفّار قريش، جمع أصحابه رضي الله عنهم، وشاورهم في البقاء في المدينة والتحصُّن فيها، أو الخروج لملاقاة المشركين وكان رأي النبي صلى الله عليه وسلم البقاء في المدينة، وقال: إنَّا في جُنَّة حصينة، فإن رأيتهم أن تقيموا، وتَدَعوُهم حيث نزلوا فإن أقاموا، أقاموا بشَّر مُقام، وإن دخلوا علينا، قاتلناهم فيها [1]. وكان رأي عبد الله بن أبيَّ بن سلول مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم [2]. إلا أنّ رجالاً من المسلمين ممَّن فاتتهم بدر قالوا: يا رسول الله؛ أخرج بنا إلى أعدائنا وأبى كثير من الناس إلا الخروج إلى العدوَّ، ولم يتناهو إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيه، ولو رضُو بالذي أمرهم كان ذلك، ولكن غلب القضاء والقدر، وعامّة من أشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدراً، قد علموا الذي سبق لأهل بدر من الفضيلة [3].
ولم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حُبُّ لقاء القوم، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته، فلبس [4] لامَتَهُ، فتلاوم القوم فقالوا: عرض نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم بأمر وعرضتهم بغيره، فأذهب يا حمزة فقل لنبي صلى الله عليه وسلم: أمرنا لأمرك تَبَعُ، فأتى حمزة، فقال له: يا نبي الله: إن القوم تلاوموا فقالوا: أمرنا لأمرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّه ليس لنبيَّ إذا لبس لأمته أن يصنعها، حتى يقاتل [5].
كان رأي من يرى الخروج إلى خارج المدينة مبنيَّاً على أمور منها:
- أنَّ الأنصار قد تعاهدوا في بيعة العقبة الثانية، على نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان أغلبهم يرى: أن المكوث داخل المدينة، تقاعس عن الوفاء بهذا العهد. [1] تاريخ الطبري (2/ 60). [2] غزوة أُحد دراسة دعوية لمحمد عيظة ص 82. [3] البداية والنهاية (4/ 14). [4] لأمة الحرب: عدّتها. [5] مصنف عبد الرزاق (5/ 364 - 365).
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 26