نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 228
لكن الحاكم المستبد يجعل من حكمه بوسيلة القوة حكماً دهماوياً, أجهزة أمنية وعسكرية واستخبارية, أو هي بالآحرى الأنظمة العسكرية المطلقة, لاعتبار أنها أنظمة جاءت عن طريق الثورة أو الاستقلال الزائف, هذا الاستقلال الذي اعتمد على الثورة الشعبية , ثم حولها إلى جيش عسكري لحماية النظام , وبعبارة أخرى أن يتحول الجيش من أداة لخدمة الشعب ومصالحه ضد الأعداء, إلى أداة لخدمة النظام الحاكم, وقمع أي ثروة, أو محاولة للمطالبة بالحقوق الشرعية للرعية, عن طريق قوات الجيش, أو قوات مكافحة الشغب [1].
ويتحكم الرئيس وأعوانه بالمؤسسات المالية والتجارية والاقتصادية وتعود كل أصولها ومنافعها على الحاكم وحاشيته وهكذا, مما يعني فشل تجربة المجتمع المدني, وجعل الشعوب تترقب وتخاف من تحركات الحاكم ضدها باستمرار, ومن هنا تكمن خطورة الحاكم على مؤسسات المجتمع المدني [2].
كما أن من القضايا التي تؤخذ على مؤسسات المجتمع المدني أن تنحصر في تبعية الأحزاب السياسية وهذا ما أكده تقرير التنمية الإنسانية برعاية الأمم المتحدة في العالم العربي 5إبريل2005م بنقده دور بعض منظمات المجتمع المدني التي قال إنها: تعاني من تبعيتها للأحزاب السياسية التي تتخذها واجهة لتوسيع نفوذها, ولم تحقق الآمال المعلقة عليها في تجاوز الأزمة السياسية, بل؟ أصبحت بدورها أسيرة لها.
إن نفوذ المجتمع المدني في مزاحمته لنفوذ الدولة الرسمية أو أجهزتها المتسلطة سيؤدي إلى إيجاد توازن وأرضية صلبة للجمهور والرعية في الوقوف ضد تعسف الدولة ضدهم [3]. [1] - الشورى , د. الصلاحات ص 367. [2] - المصدر نفسه ص 369. [3] - الشورى , د. الصلاحات ص 370.
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 228