نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 223
وبالرغم من تطور الحياة الإسلامية بكافة الميادين, الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية إلا أن المنحنى السياسي لم يكن كباقي الميادين السابقة , لأعتبار أن جوهر الحكم الإسلامي الشوري قد غُيبت لاعتبارات عديدة أبرزها ديمومة الحكم الوراثي [1] , وابتداء من الدولة الأموية مع وفاة معاوية بن أبي سفيان وتوريث ابنه يزيد واستمر الحكم الوراثي في بني العباس يقول الشيخ محمد رشيد رضا: .. ثم رسخت السلطة الشخصية في زمن العباسيين , لما كان للأعاجم من السلطان في ملكهم , وجرى سائر ملوك المسلمين على ذلك , وجازهم عليه علماء الدين بعدما كان لعلماء السلف الصالح الإنكار الشديد على الملوك والأمراء في زمن بني أمية, وأوائل زمن العباسيين, فظن البعيد عن المسلمين والقريب منهم أن السلطة في الإسلام استبدادية شخصية, وأن الشورى مجمدة اختيارية فيالله العجب: أيصرح كتاب الله بأن الأمر شورى, فيجعل ذلك أمر ثابتاً مقرراً , ويأمر بنيه المعصوم من اتباع الهوى في سياسته وحكمه , بأن يستشير حتى بعد أن كان ما كان من خطأ من غلب رأيهم في الشورى يوم أحد ثم يترك المسلمون الشورى لا يطالبون بها وهم المخاطبون في القرآن بالأمور العامة [2].
والأمر ذاته يمكن أن يشار له إلى عصر العثمانيين حيث الشورى معطلة في ظل ترامي الدولة الإسلامية وتوزع الجند على مراميها لحمايتها [3]، وبناء على هذا فقد تمّ توضيح مسار الشورى في هذا الكتاب من عهد النبوة والخلافة الرشدة ورأينا كيف كان مبدأ الشورى أصيل في الحكم مهيمن على الحياة العامة بصورة قوية وكيف ضعف هذا المبدأ في المجال السياسي مروراً بعصر الأمويين والعباسيين والعثمانيين , وانتهاء إلى عصرنا الحاضر , عصر القرن الحادي والعشرين. [1] - المصر نفسه ص 266. [2] - تفسير المنار (4\ 172). [3] - الشورى د. الصلاحات ص 267.
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 223