نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 221
وقد علل ابن خلدون التغير في نظم الحكم بالنقص في وازع الدين في الرعية , وهو تعليل صحيح , فالدين مكوّن قوي في الثقافة السياسية للأمة المسلمة , بل هو أقوى مكوّن فيها , ومتى ضعف أثره ضعفت الثقافة الذاتية للأمة قاطبة ولما ضعف هذا الأثر ترسبت في ثقافة الأمة المسلمة عبر عصور تدهورها كثير من الآفات التي اعتنى بفحصها وتحليلها الأستاذ مالك بن بني , في سياق ابحاثه عن ((مشكلات الحضارة)) وعدّها من المعوقات الخطيرة الكامنة في المجتمع الإسلامي, والتي لاتزال تعترض بشدة سبيل استعادة المسلمين لعافيتهم ونهوضهم لأداء دورهم في التاريخ, لقد عمل مالك بن نبي رحمه الله على تحليل آثار كثيرة من الأفكار الميتة والمميتة في ثقافة المجتمعات الإسلامية انطلاقاً من نظريته الكبرى عن القابلية للاستعمار , فقد آشار إلى مجموعة من الآفات النفسية والاجتماعية المتوطنة من قديم في العالم الإسلامي والتي هيأت للإستعمار الغربي أن ينفذ إليه ويقهره ويذله ويخضعه لشروطه ويكيف أوضاعه بما يجعله دائم الإذعان وهذه الأمراض النفسية والإجتماعية شبيهة بالجراثيم والأمراض العضوية التي تلم بالأجسام وحسب تحليلات مالك بن نبي فإن قابلية العالم الإسلامي للاستعمار هي التي جلبت الاستعمار الغربي إليه [1]. وانطلاقاً من نظرية مالك بن نبي هذه نرى أن من أخطر الأفكار الميتة في بيئاتنا الاجتماعية فكرة الاستبداد التربوي التي تحكم مؤسستي الأسرة والمدرسة , حيث تتولد طباع الخنوع والتقليد والإحجام عن التفكير وإبداء الرأي وهذه من أشد الطباع مناهضه لمساعي استعادة خلق الشورى في المجتمع , حيث تُجتث جذور الشورى من الأعماق , ولذلك فلا بد , من معالجة هذا الشأن علاجاً جدياً جذرياً قبل التفكير في توطين الشورى في البنية السياسية العليا للمجتمع. [1] - الشورى ومعاودة اخراج الأمة ص 149.
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 221