نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 176
إن مشاورة المسلمين في أمورهم العامة ومصالحهم المشتركة هو حق لهم لا يجوز غصبه منهم وإذا كان إشراك الناس أو من يقوم مقامهم في الشورى وفي تدبير أمورهم , هو حق من حقوقهم , فلا شك أن غصبهم هذا الحق وإسقاطه وتعطيله هو ظلم لهم وهذا الظلم يتفاقم ويتفاحش بعدد أصحاب الحق، وبقدر استمرار هذا الغصب وسيئ آثاره [1] المتراكمة " فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (الحشر , آية: [2]).
يقول ابن خلدون: ولا تحسبن الظلم إنما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض ولا سبب , كما في المشهور , بل الظلم أعم من ذلك وكل من أخذ من ملك أحد أو غصبه في عمله أو طالبه بغير حق أوفرض عليه حق لم يفرض الشرع فقد ظلمه ووبال ذلك كله عائد على الدولة بخراب العمران [2]. فالشورى المصدر الثاني لهداية الناس ورشدهم وصلاح أمورهم , بعد الوحي , وعلى أنها حق من حقوق المسلمين وأن غصبه وتعطيله هو من أعظم المظالم والمفاسد التي حاقت بالمسلمين , وأن تصحيح هذا الوضع وإعادة الشورى إلى نصابها هو أحد الشروط الضرورية وأحد المسالك الأساسية لكل إصلاح ونهوض ديني ودنيوي.
1 - الفراغ التنظيمي والفقهي في إدارة الشورى:
إن الفراغ التنظيمي والفقهي في مسألة إدارة الشورى , وإدارة الاختلافات السياسية قد شكل على الدوام سبباً لتحكم منطق القوة والغلبة بكل مايعنيه ذلك من فتن وصراعات وتصفيات دموية وقد وردت أحاديث وآثار صحيحة كانت تقتضي المبادرة إلى وضع قواعد مضبوطة ومتعارف عليها لفض النزاعات وتجاوزها وصد الفتن وتجنبها بدل السقوط فيها ومعالجتها بالسيوف [3]. [1] - الشورى في معركة البناء ص 132,133. [2] - تاريخ ابن خلدون المجلد الاول المقدمة ص 510. [3] - الشورى في معركة البناء ص 136.
نام کتاب : الشورى فريضة إسلامية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 176