responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد نویسنده : يحيى بن علي جغمان    جلد : 1  صفحه : 21
وقد أجمع أهل العلم على ذلك كما نقله القرطبي- رحمه الله- والذي يقرر أن من لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب [1].
ولا يضر قول من يحرفون الكلم عن مواضعه، ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، لقاء منصب دنيوي أو متاع زائل زهيد.
ويبررون للطغاة أعمالهم على طريقة ديمقراطية فرعون وقد يستغرب البعض هذا الكلام وهو أن فرعون ديمقراطي, أليس فرعون طاغية متجبر؟.
نعم فرعون طاغية من الطغاة، لكنه ديمقراطي بمقياس ديمقراطية حكام العرب اليوم, وقد كان له مجلس شعب (نواب) كما هو اليوم لحكام العرب، وكان يحتاج لتمرير ظلمه وفساده واستبداده على الشعب عبر تصديق هذا المجلس على قراراته لينفذها, بل ويأتمر بأمره كما يزعم {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} [2] , قال فرعون عن موسى {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [3] , فهو يطلب من المجلس إعطاءه الصلاحيات لقتل موسى- عليه السلام- وكان المؤمن الذي يخفي إيمانه يدافع عن موسى في هذا المجلس, وبعد صراع ونقاش قام المجلس بالأغلبية الديمقراطية بإعطاء فرعون الصلاحيات للحرب على الإسلام {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [4] , وهو حال فراعنة العصر اليوم كما هو جلي في واقعنا المعاصر,

[1] انظر تفسير القرطبي (4/ 249).
[2] سورة الشعراء: من الآية: 35.
[3] سورة غافر: الآية: 26.
[4] سورة الزخرف: الآية: 54.
نام کتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد نویسنده : يحيى بن علي جغمان    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست