نام کتاب : التعليق على الرحيق المختوم نویسنده : الملاح، محمود جلد : 1 صفحه : 137
الثانية: وصف الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالعبقرية
قد تكرر من قبل المؤلف أكثر من مرة: هنا في هذا المثال، وقوله ص (378) تحت عنوان (نظرة على الغزوات):
(وأشدهم وأعمقهم فراسة وتيقظاً، إنه صاحب عبقرية فذة في هذا الوصف ... وقد تجلت عبقريته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هاتين الغزوتين (أحد وحنين) عند هزيمة المسلمين ...)
التعليق: العبقري والعبقرية نسبة إلى "عبقر"، وقال الزبيدي "تاج العروس" (12/ 514): (... نَسَبُوا إليه كلَّ شيْءٍ تَعَجَّبُوا من حِذْقِه أَو جَوْدَةِ صَنْعَتِه وقُوَّتِه).
وقد ورد الوصف بالعبقرية في السنة النبوية؛ روى البخاري في صحيحه (3676، وغيره)، ومسلم (2393) من حديث عبد اللَّهِ بن عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أُرِيتُ في الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ على قَلِيبٍ فَجَاءَ أبو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أو ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللَّهُ يَغْفِرُ له، ثُمَّ جاء عُمَرُ بن الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فلم أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ حتى رَوِيَ الناسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ.
والحديث مروي عن غير ابن عمر في الصحيحين وغيرهما.
قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الأثر" (ج3/ص173):
(عبقري القوم سيدهم وكبيرهم وقويهم، والأصل في العبقري - فيما قيل - أن عبقر قرية يسكنها الجن، فيما يزعمون، فكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله ويدق، أو شيئًا عظيمًا في نفسه نسبوه إليها فقالوا: عبقريٌّ).
وعلى ذلك فاستعمال وصف العبقريِّ، بمعنى كبير القوم وسيدهم وقويهم في حق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لا شيء فيه، ولم يرد في الشرع ما يمنع من وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به.
لكن هناك أمر مهم ولطيف أشار إليه شيخنا الأستاذ الدكتور: ناصر بن عبد الكريم العقل - حفظه الله - في كتابه "الاتجاهات العقلانية الحديثة" في فصل مزاعم المدرسة العقلية في نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (ص 224 - 225) - وإن كان المؤلف هنا لا يقصد
نام کتاب : التعليق على الرحيق المختوم نویسنده : الملاح، محمود جلد : 1 صفحه : 137