فكان الردّ عليهم:
{قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)} (الإسراء)!
والأمر ليس مجرّد خوارق كونيّة، فالتحدّي قائم بالقرآن الكريم، وفي نفس السورة نقرأ قبل هذه الآيات:
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}!
ونقرأ التعقيب في الآية التالية:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)} (الإسراء)!
وفي نفس السورة نبصر أن التحدّي الأكبر إنما هو بالقرآن الكريم، وأن الهدف الكبير من الإيمان أن يعمل الناس صالحاً وفق ما أراده الله:
{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} {الإسراء: 59)!
ونبصر منهج القرآن في بيان أن كثرة الخوارق لا تنشئ الإيمان في القلوب الجاحدة القاسية، والنفوس الميّتة الجاسية، ونحن نقرأ في نفس السورة:
نام کتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية نویسنده : سعد المرصفي جلد : 4 صفحه : 1465