responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية نویسنده : سعد المرصفي    جلد : 4  صفحه : 1267
وفي نفوس المؤمنين قوى تتفاعل مكتومة مكبوتة، يراها رسول - صلى الله عليه وسلم -، ويرى آثارها مرسومةً على وجوه أصحابه، وهم من الشباب المفعم حماسةً وقوةً وحركةً، وتحفّزاً لردّ الاعتداء، وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يؤذن له بالمقاومة وردّ الاعتداء بالقتال، فكان من أحكم التدبير، وحكمة السياسة أن يفتح - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه باب الهجرة، حتى يجدوا لأنفسهم متنفّساً في حركاتهم وهم آمنون على أنفسهم، يعبدون ربّهم وهم مطمئنّون، لا يهيجهم أمر، ولا يفزعهم شيء!

سفارة المشركين إلى النجاشي:
وقد عزّ على المشركين أن يجد المهاجرون مأمناً لأنفسهم [1]، وأغرتهم كراهيتهم للإسلام أن يبعثوا عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد بهدية، فلمّا دخلا على النجاشي سجدا له، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله، ثم قالا له: إِن نفراً من بني عمّنا نزلوا أرضك، ورغبوا عنّا وعن ملّتنا، قال: فأين هم؟ قالا: في أرضك، فابعث إِليهم، فبعث إِليهم، فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم، فاتبعوه، فسلّم ولم يسجد، فقالوا له: ما لك لا تسجد للملك؟ قال: إِنا لا نسجد إِلا لله عَزَّ وَجَلَّ، قال: وما ذاك؟ قال: إِن الله بعث إِلينا رسولاً، ثم أمرنا أن لا نسجد لأحد إِلا لله عَزَّ وَجَلَّ، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو: فإِنهم يخالفونك في عيسى ابن مريم، قال: فما تقولون في عيسى ابن مريم وأمه؟ قال: نقول كما قال الله: هو كلمته وروحه ألقاها إِلى العذراء البتول، التي لم يمسّها بشر، ولم يفرضها ولد، قال: فرفع عوداً من الأرض، ثم قال: يا معشر الحبشة والقسّيسين والرهبان، والله! ما يزيدون على الذي نقول: ما سوى هذا، مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه

[1] الهجرة النبويّة ودورها في بناء المجتمع الإِسلامي 92 ط ثانية.
نام کتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية نویسنده : سعد المرصفي    جلد : 4  صفحه : 1267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست