responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية نویسنده : سعد المرصفي    جلد : 4  صفحه : 1059
- المعْلَم الخامس:
وهو بعد ذلك الذي تقدّم من أوصاف السوء والقبائح (زَنِيمٍ) أي مشهر بلؤم الطبع، ودناءة النفس، وسوء الخلق، يتحامى الناس القرب منه اتقاء بغيه وعدوانه وبذائه، وهذا الوصف القبيح الذي أربى في فحشه على فحش ما سبقه من نعوت الخبث والشرّ، يجعل المتصف به يستشعر المهانة في نفسه، فيتكلف التعاظم الكذوب ليداري سوآته، ويشمخ مستكبراً ليخفي مهانته، ويسرع إلى الظلم يرتكبه، وإلى الطغيان يدّرعه ليغطي حقارته وضآلة شخصيّته، فالزنيم هو الشرّير الظلوم عظيم الشرّ الجفور، الذي يأكل فلا يشبع، ويمنع الخير أن يصل إلى غيره، ولو كان آتياً من غيره، يمنع غيره أن يصل في سعيه إلى خير!
وهذان الوصفان {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} متلازمان في وجودهما، فالزنيم عتلّ، والعتلّ زنيم، وهما جماع الرذائل والقبائح، وهنا نذكر ما رواه الشيخان عن حارثة بن وهب الخزاعي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ " "كل ضعيف، لو أقسم على الله لأبرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ" [1].

قال القرطبي: [2] هذا التفسير من النبي - صلى الله عليه وسلم - في العتلّ قد أربى على أقوال

[1] البخاري: 78 - الأدب (6071)، وانظر (6657)، ومسلم (2853)، وأحمد: 4: 306، وابن أبي شيبة: 8: 516، وأبو داود (4801)، والترمذي (2605)، وابن ماجه (4116)، والبغوي: شرح السنة؛ (3593)، والطيالسي (1238)، والبيهقي: 10: 194، والشعب (8173، 1874، 10484)، والطبراني: الكبير (3236) من طريق الأعمش، (3257) من طريق مسعر، كلاهما عن معبد، والنسائي: الكبرى (11615)، والتفسير (635)، وأبو يعلى (1477)، وابن حبان (5679)، والمزّي: تهذيب الكمال: 28: 233.
[2] تفسير القرطبي: 18: 234 بتصرف.
نام کتاب : الجامع الصحيح للسيرة النبوية نویسنده : سعد المرصفي    جلد : 4  صفحه : 1059
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست