responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون نویسنده : الحلبي، نور الدين    جلد : 3  صفحه : 15
وفي لفظ قال خالد بن الوليد رضي الله عنه: قد كانوا على غرة لو حملنا عليهم أصبنا منهم، ولكن تأتي الساعة صلاة أخرى هي أحب إليهم من أنفسهم وأبنائهم: أي التي هي صلاة العصر، وبهذا استدل على أنها الصلاة الوسطى، واستدل له أيضا بأنه كان في أول ما أنزل حافظوا على الصلوات وصلاة العصر ثم نسخ ذلك أي تلاوته بقوله تعالى وَالصَّلاةِ الْوُسْطى [البقرة: الآية 238] فنزل جبريل عليه السلام بين الظهر والعصر لقوله تعالى وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ [النّساء: الآية 102] الآيات، وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم جميعا حتى عباد بن بشر وأصحابه جميعا الذين قاموا بازاء خالد رضي الله عنهم، وحانت صلاة العصر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف: أي على ما ذكره الله تعالى، فلما جعل المسلمون يسجد بعضهم وبعضهم قائم ينظر إليهم، قال المشركون: لقد أخبروا بما أردناه بهم، ولعل الصلاة هي صلاة عسفان، لأن كراع الغميم بالقرب منه كما تقدّم، وهي على ما رواه مسلم «أنه صلى الله عليه وسلم صفهم صفين وأنه أحرم بهم وركع واعتدل بهم جميعا ثم لما سجد سجد معه الصف الأول سجدتيه وتخلف الصف الثاني في اعتداله للحراسة، فلما قام وقام معه من سجد سجد الصف الثاني ولحقه في القيام وتقدم الصف الثاني وتأخر الصف الأول ثم ركع واعتدل بهم جميعا ثم سجد وسجد معه الصف الثاني الذي تقدم، واستمر الصف الأول الذي تأخر على الحراسة في اعتداله، فلما جلس للتشهد أتموا بقية صلاتهم وجلسوا معه للتشهد، فتشهد وسلم بهم جميعا» وعلى هذه الصلاة حمل أئمتنا ما جاء:
«فرضت الصلاة في الخوف ركعة» أي أنها ركعة مع الإمام ويضم إليها أخرى.
ثم رأيت في الدر المنثور التصريح بأن هذه الصلاة هي صلاة عسفان. عن ابن عياش الزرقي قال «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد رضي الله عنه وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حالة غرة» الحديث المتقدّم.
واشترط أئمتنا في هذه الصلاة، وهي إذا كان العدو في جهة القبلة ولا ساتر أن يكون كل صف مقاوما للعدو وأن كل واحد لاثنين وإلا لم تصح الصلاة لما فيه من التغرير بالمسلمين ولعل صلاته صلى الله عليه وسلم بالصفين كانت كذلك، وهذه الصلاة لم ينزل بها القرآن كصلاة بطن نخل، فعلم أن القرآن لم ينزل إلا بصلاة ذات الرقاع وبصلاة شدة الخوف، ولم أقف على أنه صلى الله عليه وسلم صلى صلاة شدة الخوف وهي أن يلتحم القتال أو لم يأمنوا هجوم العدو.
ولما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قريشا تريد منعه عن البيت قال: أشيروا عليّ أيها الناس، أتريدون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حربا، فتوجه له فمن صدنا عنه

نام کتاب : السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون نویسنده : الحلبي، نور الدين    جلد : 3  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست