responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 558
عليكم لا لكم، فيكون مجيء الفتح بمعنى الظهور فلاتهكم فيها. (1)
وجاء طلب الفتح بصيغة المضارع مع أن الفعل قد مضى لقصد استحضار الحالة من تكريرهم الدعاء بالنصر على المسلمين، وبذلك تظهر مناسبة عطف باقى الجمل {وَإِنْ تَنْتَهُوا ...... وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}.
وقوله: {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ}، أي: وإن تعودوا إلى العناد والقتال نعد إلى هزمكم كما فعلنا بكم يوم بدر.
ثم أيأسهم من الانتصار في المستقبل بقوله: {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ}، حيث أكد لهم أنهم لن تنفعهم جماعتهم على كثرتها كما لم تغن عنهم شيئاً في موقعة بدر وجاء بـ {وَلَوْ}، الاتصالية أي لن تغنى عنكم في حال من الأحوال، ولو كانت في حال كثرة على فئة المؤمنين وهنا احتمالان في عود الضمير في {تَعُودُوا}:
الأول: إن تعودوا للاستفتاح وطلب النصر على المسلمين فالحال واضح.
الثاني: إن تعودوا لقتال ومحاربة المسلمين، فيشكل عليها وقوع هذه الفلته للمشركين في غزوة أحد.
والجواب عن هذا أن الشرط لم يكن بأداة شرط ليفيد العموم فلا يتخلف ك (مهما) وغيرها وبالتالى لا يبطله تخلف مضمون الجزاء عن حصول الشرط في مرة.
ويمكن إضافة القول بأن المسلمين قد انتصروا في أحد حتى إذا خالفوا شرط النصر بالامتثال لأوامر الشرع، لأنه كما ذكرنا من قبل أنه مهما تكبر الجماعة المسلمة مستمسكة

(1) الطبرى، جامع البيان (9/ 138)، الزمخشرى، الكشاف (2/ 120)، وابن عاشور، التحرير والتنوير (9/ 298 - 301)، ابن عطية، المحرر الوجيز.
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 558
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست