responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 556
ما أشير إليه من قبل من الوعيد على تولية الأدبار، وقطع عذر الفارين المتولين، ومن ثم جاءهم في وقعة أحد قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمرانك 155].
ومازالت هناك علل أخرى يذكرها القرآن الكريم لما أنزل الله من أسباب نصره، منها ما ختمت به هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى: {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِن اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، فجعل قتل المشركين وما أصابهم من رميه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلة أخرى، وهي أن يبلى المؤمنين بلاء حسناً أي ليعطيهم سبحانه من عنده عطاء جميل ومنه قول زهير:
جزى الله بالاحسان ما فعلاً بكم ... فأبلاهما خير البلاء الذى يبلى
غير مشوب بالشدائد، يشكرونه عليه فيظهر ما يدل عن قيامهم بشكره مما تختبر به طوبتهم لمن لا يعرفها، وهذا العطاء هو النصر والغنيمة في الدنيا، والجنة في الآخرة. (1)
والعلة الثانية في هذا السياق في قوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَن اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)} [الأنفال: 18].
والأشارة ب {ذَلِكُمْ}، إلى البلاء الحسن وعطف عليه جملة {وَأَن اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}، والتقدير ليبلى المؤمنين وليوهن كيد الكافرين، فأراد الله توهينهم بهزيمتهم تلك الشنيعة ليوهن كيدهم للإضرار بالمسلمين، وهو بشارة لاستمرار وزيادة هذا الوهن حتى زوال عداء قريش للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وللمسلمين، وذلك ما انتهى إليه واقع الأمر ويدل على البشارة أنه ما كان ذلك الوهن ليعود قوة تهزم بها المسلمون ويعود المسلمون مقهورين تحت الكفرة.

(1) الطبرى، جامع البيان (9/ 137)، الزمخشرى، الكشاف (2/ 119 - 120)، الفخر الرازى، التفسير الكبير (7/ 465)، وأبا السعود، الارشاد (2/ 351 - 352)، الألوسى، روح المعانى (6/ 267 - 271)، وابن عاشور، التحرير والتنوير (9/ 293 - 298).
نام کتاب : السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية نویسنده : الدبيسي، محمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست