نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 669
وعرض المشركون على عثمان - رضي الله عنه - أن يطوف بالبيت فأبى [1] , وقام عثمان بتبليغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المستضعفين بمكة، وبشرهم بقرب الفرج والمخرج [2]، وأخذ منهم رسالة شفهية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيها: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم منا السلام، إن الذي أنزله بالحديبية لقادر على أن يدخله بطن مكة [3].
واختلط المسلمون بالمشركين في أمر الصلح، فرمى رجل من أحد الفريقين رجلاً من الفريق الآخر، وكانت معركة، وتراموا بالنبل والحجارة، وصاح الفريقان كلاهما, وارتهن كل واحد من الفريقين بمن فيهم [4]. وقد تحدث القرآن الكريم عن ذلك قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الفتح: 24].
وقد روى مسلم سبب نزول الآية السابقة: أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحين، يريدون غرة [5] النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذهم سلمًا [6] فاستحياهم [7] , فأنزل الله عز وجل الآية المذكورة [8].
وهذا سلمة بن الأكوع يحدثنا عما حدث؛ قال: ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض، واصطلحنا قال: وكنت تبيعًا [9] لطلحة بن عبيد الله، أسقي فرسه، وأحسه [10] وأخدمه وآكل من طعامه، وتركت أهلي ومالي، مهاجرًا إلى الله ورسوله، قال: فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها [11] فاضطجعت في أصلها، قال: فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ من أسفل الوادي: يا للمهاجرين قتل ابن زنيم, قال: فاخترطت سيفي [12] ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود، فأخذت سلاحهم [1] انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/ 344). [2] انظر: زاد المعاد (3/ 290). [3] انظر: غزوة الحديبية لأبي فارس، ص85. [4] انظر: زاد المعاد (3/ 291). [5] (غرة) الغرة هي الغفلة: أي يريدون غفلته (شرح النووي 12/ 187). [6] سلمًا: المراد به الاستسلام والإذعان (شرح النووي 12/ 187). [7] فاستحياهم: فاستبقاهم (المفردات للراغب، ص140). [8] مسلم، كتاب الجهاد والسير (3/ 1442). [9] تبيعًا: خادمًا أتبعه (شرح النووي 12/ 176). [10] وأحسه: أي أحك ظهره بالمحسة لأزيل عنه الغبار، (شرح مسلم, النووي 12/ 176). [11] فكسحت شوكتها: أي كنست ما تحتها من الشوك (شرح مسلم, النووي 12/ 176). [12] فاخترطت سيفي: أي سللته (شرح مسلم, النووي 12/ 176).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 669