responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 639
على التمرة أكبر وقت ممكن [1]. يقول جابر - رضي الله عنه - أحد أفراد
هذه السرية: (كنا نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل) [2] وقد سأل وهب بن كيسان جابرًا - رضي الله عنه -: ما تغني عنكم تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت [3].
وقد اضطر ذلك الجيش إلى أكل ورق الشجر، قال جابر - رضي الله عنه -: وكنا نضرب بعصينا الخبط [4] , ثم نبله بالماء فنأكله [5] (فسمى ذلك الجيش جيش الخبط) [6]، وقد أثر هذا الموقف في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أحد جنود هذه السرية الشجاعة, وهو رجل من أهل بيت اشتهر بالكرم، فنحر للجيش ثلاث جزائر [7] , ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه [8].
فبينما هم كذلك من الجوع والجهد الشديدين إذ زفر البحر زفرة أخرج الله فيها حوتًا ضخمًا، فألقاه على الشاطئ، ويصف لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مقدار ضخامة هذا الحوت العجيب فيقول: وانطلقنا على ساحل البحر، فرُفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم [9] , فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر [10]، قال: قال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرًا، ونحن ثلاثمائة حتى سمَّنا، قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب [11] عينيه بالقلال [12] الدهن، ونقتطع منه الفدر [13] كالثور، أو قدر الثور، فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينيه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه فأقامها، ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها [14] , وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم [15] فقال: «ما حبسكم؟» قلنا: كنا نتبع

[1] انظر: السرايا والبعوث النبوية، ص118.
[2] أبو داود كتاب الأطعمة، رقم (3840).
[3] فتح الباري (8/ 77).
[4] الخبط: ضرب الشجر بالعصا لينثر ورقها واسم الورق الساقط خبط.
[5] شرح النووي (13/ 84).
[6] فتح الباري (8/ 78).
[7] جمع جزور، والجزور: البعير، أو خاص بالناقة.
[8] فتح الباري (8/ 78).
[9] الكثيب: التل من الرمل.
[10] العنبر: سمكة كبيرة يتخذ من جلدها التراس.
[11] الوقب: النقرة التي تكون فيها العين.
[12] القلال: الجرة العظيمة.
[13] الفدر: جمع فدرة وهي القطعة من اللحم.
[14] انظر: السرايا والبعوث النبوية، ص121.
[15] انظر: شرح النووي (13/ 85: 87).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 639
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست