نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 590
من الزنا حد القذف وهو الجلد ثمانين جلدة وعدم قبول شهادته إلا بعد توبته توبة صادقة نصوحًا [1].
هذا وقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حد القذف على مسطح وحسان وحمنة، وروى محمد بن إسحاق وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في الإفك رجلين وامرأة: مسطحا وحسانًا وحمنة، وذكره الترمذي [2] قال القرطبي: والمشهور من الأخبار والمعروف عند العلماء أن الذي حُدَّ حسان ومسطح وحمنة، ولم يسمع بحد عبد الله بن أبي [3]. وقد وردت آثار ضعيفة تدل على أن عبد الله بن أبي أقيم عليه الحد، ولكنها كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة [4].
وقد ذكر ابن القيم وجه الحكمة في عدم حد عبد الله بن أبي فقال:
أ- قيل: لأن الحدود تخفيف عن أهلها وكفارة، والخبيث ليس أهلاً لذلك, وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة ويكفيه عن الحد.
ب- وقيل: كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه ويخرجه في قوالب من لا ينسب إليه.
ج- وقيل: الحد لا يثبت إلا ببينة أو إقرار وهو لم يقر بالقذف ولا شهد به عليه أحد, فإنه كان يذكره بين أصحابه ولم يشهدوا عليه، ولم يكن يذكره بين المؤمنين.
د- وقيل: بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته عليه، كما ترك قتله مع ظهور نفاقه وتكلمه بما يوجب قتله مرارًا, وهي تأليف قومه وعدم تنفيرهم من الإسلام.
ثم قال في ختام كلامه ولعله تُرك لهذه الوجوه كلها [5].
3 - اعتذار حسان - رضي الله عنه - للسيدة عائشة رضي الله عنها:
قد بينت الروايات أن مَنْ خاض في الإفك قد تاب ما عدا ابن أبي، وقد اعتذر حسان - رضي الله عنه - عما كان منه، وقال يمدح عائشة بما هي أهل له ([6]):
رأيتك وليغفر لك الله حرة ... من المحصنات غير ذات غوائل
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
وإن الذي قد قيل ليس بلائق ... بك الدهر بل قيل امرئ متناحل [1] انظر: آثار تطبيق الشريعة، د. محمد الزاحم، ص117. [2] انظر: تفسير القرطبي (12/ 197). [3] نفس المصدر (12/ 201). [4] انظر: مرويات غزوة بني المصطلق، ص242. [5] انظر: زاد المعاد (3/ 263، 264). [6] انظر: السيرة النبوية لأبي شهبة (2/ 263).
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 590