نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 379
بالسوق، داخلاً من بعض العالية، والناس كنفته [1] فمر بجدي أسك [2] ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: «أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟»، فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال: «أتحبون أنه لكم؟» قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا فيه، لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: «فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم» [3].
7 - استخدام الوسائل التوضيحية:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ما يسمى اليوم بالوسائل التوضيحية، لتقرير وتأكيد المعنى في نفوس وعقول السامعين، وشغل كل حواسهم بالموضوع، وتركيز انتباههم فيه، مما يساعد على تمام وعيه وحسن حفظه بكل ملابساته، ومن هذه الوسائل:
أ- التعبير بحركة اليد، كتشبيكه صلى الله عليه وسلم بين أصابعه وهو يبين طبيعة العلاقة بين المؤمن وأخيه، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» وشبك بين أصابعه [4].
ب- التعبير بالرسم، فكان صلى الله عليه وسلم يخط على الأرض خطوطاً توضيحية تلفت نظر الصحابة، ثم يأخذ في شرح مفردات ذلك التخطيط وبيان المقصود منه، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيما» ثم خط خطوطاً عن يمينه، وعن شماله ثم قال: «وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه» ثم قرأ (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [5] [الأنعام: 153].
ج- التعبير برفع وإظهار الشيء موضع الحديث: كما فعل صلى الله عليه وسلم عند الحديث عن حكم لبس الحرير والذهب، فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال «إن هذين حرام على ذكور أمتي» [6] وفي رواية عند النسائي عن أبي موسي: «أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها» [7] فجمع [1] كنفته: يعني عن جانبيه، والكنف بالتحريك: الناحية والجانب. [2] أسك: مصطلم الأذنين مقطوعهما (النهاية 2/ 384) [3] مسلم، كتاب الزهد والرقائق (4/ 2272). [4] البخاري، كتاب المظالم، باب نصر المظلوم (5/ 99) رقم 2446. [5] مسند الإمام أحمد (1/ 435) ورقمه في ط/ الرسالة (4142) - (جـ /207، 208). وقال محققوه: إسناده حسن، ... وأخرجه الحاكم (2/ 318). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. [6] أبو داود، كتاب اللباس، باب في الحرير للنساء (4/ 5) رقم 4057. [7] صحيح سنن النسائي، الألباني، ورقمه (5163) وصححه ..
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 379