نام کتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة نویسنده : الصوياني، محمد جلد : 1 صفحه : 281
أما أهلها .. فعلى طريق مكة يترددون .. ينتظرون (يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة) [1] .. فرحوا بأصحابه واستقبلوهم .. وفتحوا لهم بيوتهم وصدورهم .. و (لما سمعوا بمخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوكفوا [2] قدومه .. كانوا يخرجون إذا صلوا الصبح إلى الحرة ينتظرونه حتى تغلبهم الشمس على الظلال ويؤذيهم حر الظهيرة، فإذا لم يجدوا ظلًا دخلوا .. وذلك في أيام حارَّة) [3] .. هذه هي المدينة المشتاقة وهؤلاء هم أهلها ..
أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما زال على الرمضاء يسير .. وفي مسيره ذلك يلتقي بشابٍ يحبه، يلتقي بشاب من أبطال الإسلام، إنه زوج (ذات النطاقين) زوج أسماء بنت أبي بكر الصديق واسمه: الزبير بن العوام، فهل كان قادمًا من المدينة؟ .. لا .. لقد كان في الشام، سافر مع قافلة من قوافل الصيف ثم عاد .. لقد (لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ركب من المسلمين كانوا تجارًا بالشام قافلين إلى مكة، فعارضوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكسا الزبير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر ثيابًا بيضًا) [4] .. قبل- صلى الله عليه وسلم - الهدية من ابن عمته، ولبس وصاحبه الثياب، وأقبلا على المدينة .. يختلط بياض ثيابهم ببياض السراب .. لكن بعد أن أحرقت الشمس المنتظرين، فعادوا بعد انتظار طويل .. [1] حديث صحيح. رواه البخاري (3906). [2] أي توقعوه وسألوا عنه. [3] سنده قوي. رواه ابن إسحاق (سيرة ابن كثير 2/ 268) حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة عن رجال من الصحابة. ومحمَّد ثقة (التقريب 2/ 150) وعبد الرحمن ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن الصحابة ويشهد له ماقبله. [4] حديث صحيح. رواه البخاري (3906).
نام کتاب : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة نویسنده : الصوياني، محمد جلد : 1 صفحه : 281