الفصل الثامن عشر
الإسلام دين البر
اتفق فلاسفة يونان القديمة وأوربا الحديثة بعد النظر في الديانة البشرية على أن أساس الدين الصحيح ينبغي أن يقوم على الأصول التالية:
1 - البر.
2 - الصدق.
3 - والحسن.
ومراعاة للعنوان أقول كلمة عن البر فقط. قال الله تعالى في القرآن:
{ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} (البقرة: 177). وقال: {أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} (الممتحنة: 8).
وقال: {ولكن البر من اتقى} (البقرة: 189).
وقال: {وتعاونوا على البر والتقوى} (المائدة: 2).
وقال: {وأوحينا إليهم فعل الخيرات} (الأنبياء: 73).
وقال: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون (*) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون (*) والذين هم بربهم لا يشركون (*) والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون (*) أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} (المؤمنون: 57 - 61).
والأحكام التي أصدرها النبي (ص) عن أنواع البر تقوم على الأصول التالية:
1 - الشعور بعظمة الله، ثم تأثر القلب بأدب ممزوج بالاحترام.
2 - تذكر النعم الإلهية، ثم التحير بعد هذا التذكر، وضعف الآثار الحيوانية بالتحير.
3 - التعايش من الأقرباء والجيران والأيامى واليتامى وأهل القرية والوطن بالعشرة