ويدخل في هذا الفناء: التوبة والتذكرة والورع والزهد والإخبات والتبتل والخوف والرجاء.
والبراهين السابقة توضح أن الإسلام يعرض أمام مشاهد الإنسان وفكره وتدبره كل ذرة من الكون لإثبات مسألة التوحيد.
وهو ينور مصابيح العلم والعقل والتجربة والمشاهدة في طريق الذوق السليم والوجدان الصحيح، ثم يذهب بسالك هذا الطريق إلى المراحل التالية: {والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم تقواهم} (محمد: 17).
{ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} (مريم: 76).
{فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا} (التوبة: 124).
وبعد الوصول إلى الغاية المقصودة يبشره بالبشارة العظيمة:
{يا أيتها النفس المطمئنة (*) ارجعي إلى ربك راضية مرضية} (الفجر: 27، 28). والشرك ضد التوحيد وقد ذكر أدلة رد الشرك على حدة:
{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (الأنبياء: 22).
{أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} (الأنبياء: 24).
والإسلام هو الذي أخبر أن الدعوة الأولى والأخيرة لجميع الرسل هي هذه الكلمة:
{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} (الأعراف: 59).
وهذه هي الكلمة المقدمة التي تثبت ألوهية رب العالمين في القلوب، وهي الكلمة التي تطهر القلوب من شرك الغير.
وهذه هي الكلمة التي تمنح الإيجاب بقاء، والسلب فناء، وقد تكررت هذه الآية في سورة الأعراف أربع مرات، وفي سورة الأنعام مرتين، وفي سورة آل عمران مرتين أيضا.
وقال تعالى في بيان التوحيد:
{قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض} (الأنعام: 14).