responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 647
في حصن الطائف، فحاصرهم المسلمون، ولما اشتد الحصار على الكفار بدأوا يهربون بتسلق جدار الحصن، وهنا أمر النبي (ص) برفع الحصار، وقد أثر هذا الموقف الكريم في المحاصرين تأثيرا قويا، فلم تمض شهور إلا أسلم أهل الطائف جميعا [1].
6 - أراد هرقل الهجوم على العرب، ولم يرض النبي (ص) بأن تصبح الجزيرة العربية مسرحا لجيوش روما، فتقدم (ص) إلى نهاية حدود الجزيرة وأقام هناك. وكان في ذلك من الحكمة إذ كان وصول جميع المعونات إلى الجيش الإسلامي أمرا ميسورا. وقد أثرت هذه الخطوة الجريئة في هرقل تأثيرا كبيرا، فتخلى عن فكرة الهجوم على العرب [2].
7 - لما تم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة أخرج منها (360) صنما، ولكنه لم يحدث أي تغيير في بناء الكعبة الذي مر عليه خمس سنوات فقط، وكانت قريش قد نقصت من طول هذا.
البناء لقلة المال والعتاد. وقد أبدى النبي (ص) رغبته في أن يكون البناء على قواعد إبراهيم، ولكنه تركه على ما كان عليه لكون الناس حديثي عهد بالإسلام، وذلك أن المساهمين في البناء بالمال والجهد ما زالوا على قيد الحياة، ولا شك أن هدم البناء يشق عليهم، ولذا آثر النبي (ص) البناء الداخلي ولم يهتم ببناية الحجارة واللبنات.
وهذه الأمثلة وأشباهها توضح كيف استمر النبي (ص) في تعليم الحكمة في شئون التمدن والأخلاق والمصالح العامة.
وينبغي أن يعلم أن من تعليم الحكمة أن النبي (ص) جعل أحكام الشريعة مبنية على الحكم والعلل. ثم بين علة هذه الأحكام وحكمتها، وكان ذلك ميزة عجيبة له (ص)، فإن الشرائع السابقة لم تهتم بذلك إلا قليلا، بل جعل العمل بالأحكام أمارة للطاعة، وعصيانها أمارة للعصيان فقط، حتى فهم الناس أن مثل الشريعة مثل سيد أمر عبده بنقل حجر من هنا إلى هناك، فلو نقل العبد الحجر صار مطيعا، ولو لم ينقله صار عاصيا، ومع أن السيد لم يقصد بأمره هذا شيئا، ولم يستفد العبد فائدة بطاعته أو عصيانه.
وكذا ينبغي أن ندرك أن النبي (ص) نظم الشريعة لتكون بمثابة الطب الروحي، فذكر

[1] سيرة ابن هشام (4/ 121)، البداية والنهاية (4/ 350).
[2] انظر عن تبوك البخاري (المغازي) ومسلم الزكاة، والبداية (5/ 2).
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 647
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست