responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 578
شكوى إلى أحد. وكان الفقر أحب إليه من الغنى، وإن كان ليظل جائعا يتلوى طول ليله من الجوع، فلا يمنعه صيام يومه، ولو شاء سأل ربه جميع كنوز الأرض وثمارها ورغد عيشها، ولقد كنت أبكي له رحمة، مما أرى به، وأمسح بيدي على بطنه، مما به من الجوع وأقول: نفسي لك الفداء لو تبلغت من الدنيا بما يقوتك فيقول:
" ياعائشة مالي وللدنيا إخواني من أولي العزم من الرسل صبروا على ما هو أشد من هذا فمضوا على حالهم فقدموا على ربهم فأكرم ما بهم وأجزل في ثوابهم فأجدني استحيي إن ترفهت في معيشتي أن يقصر بي غدا دونهم وما من شيء هو أحب إلي من اللحوق بإخواني وأخلائي " قالت: فما أقام بعده إلا شهرا حتى توفي - صلى الله عليه وسلم - [1].
اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما أغلق والمعلن الحق بالحق والدامغ لجيشات الأباطيل كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك مستوفزا في مرضاتك بغير نكل عن قدم ولا وهن في عزم داعيا لوحيك حافظا لعهدك ماضيا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله تصل بأهله أسبابه، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم وأبهج موضحات الأعلام ومنيرات الإسلام ونائرات الأحكام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعيثك نعمة ورسولك بالحق رحمة [2].
2 - وعن علي رضي الله عنه قال سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سنته (أي طريقته) فقال: " المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحب أساسي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والثقة كنزي، والحزن رفيقي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والعجز فخري، والزهد حرفتي، واليقين قوتي، والصدق شفيعي، والطاعة حبسي، والجهاد خلقي، وقرة عيني في الصلاة " [3].

أخلاقه العامة: شهدت خديجة الكبرى أم المؤمنين رضي الله عنها للنبي - صلى الله عليه وسلم - بحسن

[1] الشفا (83/ 1 - 84).
[2] الحزب الأعظم. المنزل السادس.
[3] الشفا (1/ 85 - 86).
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست