responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 569
الباب الثاني عشر
حب النبي - صلى الله عليه وسلم -
•---------------------------------•
كثيرا ما يستعمل لفظ العشق في الغزل. ولا يخفى على الخبير بالكتاب والسنة أن هذه اللفظة لم ترد فيهما البتة [1]. وفي القاموس: الجنون فنون والعشق من فنه يستجلبه المرء على نفسه باستحسان بعض الصور والشمائل.
فلما كان العشق قسما من الجنون كان لابد أن لا يستعمل هذا اللفظ في كلام الله ورسوله ولا يعد من الفضائل الحميدة والمحاسن الجميلة. أما لفظ المحبة فلا شك أنه قد ورد في كل من الكتاب والسنة وذلك يدل على أن المحبة صفة من صفات الكمال البشري. والفرق بين المحبة والعشق أن المحبة عبارة عن رغبة طاهرة للروح وهذا الشرط غير واجب الوجود في العشق. وأما المحبوب فهو في الواقع من تجدر محبته لأجل كمالاته العالية وأما المعشوق من استحسنه إنسان ما. فالمحبوب محبوب سواء أحبه أحد أم لم يحب، ولكن المعشوق لا يكون معشوقا إلا إذا وجد. والمثل الفارسي الذي يقول " إن ليلى ينبغي أن ينظر إليها بعين المجنون (العاشق) يعبر عن نفس المعنى بأسلوب آخر.
وقد ذكر بعض الناس معنى المحبة فقالوا هي الشوق إلى المحبوب.
وذكر بعضهم أنها إيثار للمحبوب وقال بعضهم "هي مواطأة القلب لمراد المحبوب "، والحب عندي هو ما ذكرته أولا، وهذه المعاني إشارة إلى ثمرات المحبة فقط.
إن الحب صفة نورانية للروح البشرية وجدت فيها قبل حلولها في جسم الإنسان.
وإلى هذا المعنى يشير قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الأرواح جنود مجندة ".
ومدارج المحبة تتوقف على مدارج المحبوب فالمحبة ترتفع درجتها بارتفاع درجة المحبوب وتشتد رغبتها فيه بقدر معرفتها له.

[1] ولا يحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفظ العشق في حديث صحيح البتة. (زاد المعاد ج 2) - وليعلم أن حديث من عشق فعف فمات فهو شهيد أو حديث من عشق وكتم وعف وصبر الخ ليس بصحيح. فقد ذكرهما ابن الجوزي في الموضوعات ولم يرو هذين الحديثين إلا سويد بن سعيد وقد طعن فيه أئمة الحديث.
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : محمد سليمان المنصورفوري    جلد : 1  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست