نام کتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) نویسنده : السلمي، محمد بن صامل جلد : 1 صفحه : 151
هكذا تمت البيعة بسرّية تامة، ثم تتبعت قريش الخبر فثبت عندهم، ورحل البراء بن معرور فتقدَّم إِلى بطن يأجج، وتلاحق أصحابه من المسلمين، وتطلبتهم قريشٌ، فأدركوا سعدَ بن عبادة، فربطوا يديه إِلى عنقه بنسع رَحْلِه، وجعلوا يضربونه ويجرّونه، ويجذبونه بجمَّته؛ حتى أدخلوه مكةَ، فجاء مطعم بن عدي، والحارث بن حرب بن أميَّة، فخلَّصاه من أيديهم، وتشاورت الأنصار حين فقدوه: أن يكرُّوا إِليه، فإِذا سعدٌ قد طلع عليهم، فوصل القوم جميعًا إِلى المدينه [1].
دروس وعبر:
1 - نلاحظ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أثناء لقاءاته بوفود العرب وعرض الإِسلام عليهم يبدأ بتلاوة القرآن الكريم وهذا منهج ينبغي الانتباه له في الدعوة إِلى الله والمحاضرات والخطب في مواضعه المناسبة، فإِن كلام الله له أثر عظيم في النفوس قال تعالى:
{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [2].
وقال تعالى {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [3].
وقال جبير بن مطعم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} كاد قلبي أن يطير [4].
وكان جبير وقتها على شركه [5].
2 - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس وهو يتجول على القبائل في المواسم [يأيها [1] ابن هشام، السيرة النبوية 2/ 94 - 95. [2] سورة التوبة، آية 6. [3] سورة ق، آية 45. [4] صحيح البخاري، كتاب التفسير ح 4854. [5] انظر: زيد المزيد، فقه السيرة ص 267.
نام کتاب : صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) نویسنده : السلمي، محمد بن صامل جلد : 1 صفحه : 151