responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر نویسنده : العفاني، سيد حسين    جلد : 1  صفحه : 326
سبيله، قال: "ذلك رجلٌ نجاه الله بوفائه" [1].

° أما يهودُ بني قريظة، فإنهم لَمَّا نظروا إلى طلائع الجيش النبويِّ تتقدم -بقيادةِ عليِّ بن أبي طالب- فاضت نفوسُهم الشريرةُ ببعض ما تختزِنُه من خُبثٍ ودناءةٍ ووَضاعة، وأَسْمَعوا ابنَ عمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - ونسائه الطاهراتِ الطيباتِ من السبّ والشتم والقذف، ما لم يَسْمَحْ أحدٌ من المؤرِّخين لنفسه أن يُورِدَ نصَّه؛ لفظاعته وبشاعته، وكلُّ الجواب الذي سَمِعوه من عليٍّ: "السيفُ بيننا وبينكم"، وأشفق عليٌّ -وهو أولُ مَن سَبَق باللواء إلى بني قريظة- مِن أن يَسمعَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - في نفسه وفي نسائه ذلك السبَّ القبيح.
وأناب عليٌّ في حَمل اللواء أبا قتادةَ الأنصاري، وانطلق مسرِعًا نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستوقفه عَلَى بُعدٍ من حصون اليهود، وطلب منه أن يقفَ بعيداً عن هذه الحصون؛ لئلاَّ يتأذَّى بسماع ما فاه به اليهودُ من سبٍّ وقذف، فقال عليٌّ: لا عليك يا رسول الله أن تدنوَ من هؤلاء الأخابث، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لعلَّك سمعتَ منهم فيَّ أذًى؟ " قال: نعم يا رسول الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئًا".
ثم واصل الرسولُ القائدُ - صلى الله عليه وسلم - تقدُّمَه نحوَ حصونِ اليهود، حتى إذا دنا من حصونِ قريظةَ الغادرة، نادى نَفَرًا من قادتهم، فلمَّا ظَهروا في أبراج حصونهم قال لهم: "يا إخوانَ القردة وعَبَدَةَ الطاغوت، هل أخزاكم الله، لأُنزل بكم نِقمتَه؟! "، وهنا أُسقط في أيدي اليهود، فأنكروا أن يكونوا

(1) "سلسلة معارك الإسلام الفاصلة" لبشاميل، و"البداية والنهاية".
نام کتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر نویسنده : العفاني، سيد حسين    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست