الركن الثالث
الإيمان بالكتب السماوية
المقصود بالكتب: هي الكتبُ التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمةً للخلق، وهدايةً لهم ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة.
والإيمان بها يعني الاعتقادُ الجازم بأنَّ الله تعالى أنزل كتبا على رسله إلى أقوامهم، وأن هذه الكتب قد حوت عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى، إضافةً إلى تشريعات خاصة بكل أمةٍ، إلا أن هذه التشريعات قد نُسختْ بعد نزول شريعةِ محمد - صلى الله عليه وسلم -.قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة
كيفية الإيمان بالكتب السماوية:
أولا: يجب على المؤمن أن يعتقد جازما بأن الله تعالى قد أوحى بهذه الكتب إلى الرسل المرسلين للبشرية، والإيمان بها على النحو التالي:
(1) - ما جاء من الكتب ذكره وأنه أوحيَ به إلى رسولٍ بعينه فيجبُ الإيمان به عيناً مثل القرآن و الإنجيل والتوراة والزبور وصحف إبراهيم وموسى، فهذه المذكورة يجب الإيمان بها. على وجه التفصيل المذكور.
(2) - الإيمانُ إجمالا بأن الله تعالى قد أنزل كتباً على رسله غير التي سمَّاها في القرآن الكريم.
ثانيا: تصديقُ ما صح وصوله من أخبارها، والإيمان به، وأنه حقٌّ من عند الله تعالى.
ثالثا: العملُ بأحكام ما لم ينسخ منها والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، إلا أنه بالجملة فإن جميع الكتب السابقة منسوخةٌ بالقرآن الكريم كما قال الله تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ