تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (65) سورة مريم.
الأساس الثاني: تنزيه الله تعالى عن أن يشبه شيئا من خلقه أو أن يشبهه أحد من خلقه في ذاته أوصفاته أو أفعاله:
فقد تقرر لدينا أن ذات الله تعالى لا تشبه ذوات المخلوقين. لذا كان اللازم ألا تشبه صفاته صفات المخلوقين, لأن الكلام في الصفات يبنى على الكلام في الذات. ويدل على ذلك قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) [مريم/65]}
الأساس الثالث: أنه لا سبيل لإدراك الكيفيات والهيئات فيما يتعلق بذات الله تعالى وصفاته وأفعاله:
وهذا الأساس يقوم أيضا على اختلافه سبحانه وتعالى عن المخلوقات. فالإنسان محدود القدرات في إدراكه للأمور الغائبة عنه، وحتى قدرته التي يحاول بها الخروج عن حدود الواقع، وهي قوة التخيل، فإنه لا يتجاوز بها المدركات المادية المتصورة لديه مهما حاول تشكيل صورها وتوسيع مداها. أما حينما يحاول الخروج عن ذلك فان عقله يقع في التناقض أو عدم القدرة على تصور ذلك.