2 - توحيده تعالى - ترتيبا على ما سبق - في صفاته التي تجب له وتليق بعظمته وجلاله, وكذلك توحيده في أسمائه التي سمى بها نفسه من أسماء حسنى تتضمن كماله وجلاله.
3 - إفراده تعالى بالعبادة حتى لا يتخذ معبودا سواه بأي وجه من وجوه العبادة.
أسباب التركيز على عقيدة التوحيد:
تعتبر عقيدة التوحيد هي الأساس الفاصل بين الإيمان والشرك أو الكفر. ولما كان البناء الإسلامي كله يقوم عليها, فقد عني القرآن الكريم والرسول - صلى الله عليه وسلم - بتأسيس ذلك وتوضيحه غاية التوضيح.
كانت المجتمعات البشرية قد اعترى تصورها لله الخالق انحراف كبير سببه التحريف الذي حدث للديانات السابقة مما فتح الباب أمام الانحرافات والتخيلات الفاسدة في العقيدة الإلهية، فأصبح الناس بين طرفي نقيض:
الطرف الأول: قوم غلوا بعقولهم فجعلوا إلههم صورة خيالية تجريدية لا محل لها من الواقع. فكان الإله عندهم صورة ذهنية مجردة.
الطرف الثاني: قوم فرطوا في إلههم فشبهوه بالمخلوق, ووصفوه بصفات المخلوق من حيث التعدد واتخاذ الولد والتجسيد، وكونه يعتريه ما يعتري البشر من الآفات والنقائص, وأنه يمكن أن يخفى عليه شيء من الخلق.
المسالة الأولى: توحيده تعالى في ربو بيته خلقا وملكا وتدبيرا:
بين القرآن الكريم بأن الله تعالى هو وحده الخالق لهذا الكون بكل ما فيه بلا شريك ولامعين له في ذلك. فالله تعالى أوجده من العدم, ووضع له النواميس التي يسير عليها، وخلق فيه المخلوقات المختلفة التي تعيش فيه. ولأنه تعالى المتفرد بخلقه, فهو كذلك المتفرد بملكه لكل ما في الكون, وليس لسواه ملك على أي شيء أصالة, كما أنه تعالى هو المتصرف المدبر للكون. وقد جعل الله تعالى آياته في الكون وانتظام أمره ونفاذ قدرته أدلة على وجوده وتفرده وعظيم سلطانه وقدرته, ذلك أن البشر جميعا -إلا من شذ منهم- يقرون بأن الله تعالى هو الخالق لهذا الكون المالك له والمدبر