وقالت أيضًا: «مَا شَبِعْتُ بَعْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَعَامٍ إِلا وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَبْكِيَ لَبَكَيْتُ، مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ» [1].
وكانت عَائِشَة رضي الله عنها، شديدة الورع، فعن شريح بن هانئ [2] قال: «سَأَلْتُ عَائِشَة، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ» [3].
وعنها رضي الله عنها قالت: «كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِي الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي فَأَضَعُ ثَوْبِي، وَأَقُولُ إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ، فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُهُ إِلا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي، حَيَاءً مِنْ عُمَرَ» [4].
وفي رواية: «مَا زِلْتُ أَضَعُ خِمَارِي وَأَتَفَضَّلُ فِي ثِيَابِي فِي بَيْتِي حَتَّى دُفِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، فَلَمْ أَزَلْ مُتَحَفِّظَةً فِي ثِيَابِي حَتَّى بَنَيْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقُبُورِ جِدَارًا [1] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 46، وإسناده صحيح. [2] هو: شريح بن هانئ بن يزيد بن كعب، أبو المقدام الحارثي من اليمن سكن الكوفة، كان شجاعًا مقدامًا، وكان من أمراء جيش عليّ رضي الله عنه يوم الجمل، وخرج في جيش أبى بكرة غازيًا فقتل بسجستان سنة (78هـ).
ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 6/ 180، والاستيعاب 2/ 702، ومعرفة الصحابة 3/ 1480. [3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين 1/ 232، رقم (276). [4] أخرجه أحمد في مسنده 42/ 440،441، رقم (25660)، والحاكم في المستدرك 3/ 63، رقم (4402)، و4/ 8، رقم (6721)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 26: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وقال محققو المسند 42/ 441 (طبعة الرسالة): "إسناده صحيح على شرط الشيخين".