قضت [1]، فقالت: «يَرْحَمُهَا اللهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا أَبُوهَا» [2]، وفي رواية: «أَذْهَبَ عَنْكِ يَا عَائِشَةُ، فَمَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ نَسَمَةٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكِ، - ثُمَّ قَالَتْ -: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، غَيْرَ أَبِيهَا» [3].
وقال مسروق [4] رحمه الله: "لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أُمّ المؤمنين" [5].
وقد صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وسط مقابر البقيع وكان يومئذٍ خليفة مروان بن الحكم أمير المدينة حينئذٍ من جهة معاوية؛ لأنه حج فاستخلف [1] أي: قضت أجلها، ومنه قوله تعالى: {? ? ? ?} [الأحزاب:23] أي: قضى أجله، وقضي في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه والانفصال منه. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/ 222، وتفسير الراغب الأصفهاني 1/ 302، ومشارق الأنوار 2/ 189، ولسان العرب 7/ 223. [2] أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده 3/ 185، رقم (1718)، ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 44، والحديث في سنده زمعة بن صالح، روى له مسلم في المتابعات، وهو ضعيف. ينظر: الكاشف 1/ 406، وتقريب التهذيب ص (217). وقال الألباني عن هذا الحديث في السلسلة الضعيفة 3/ 255: "وهذا الإسناد لا بأس به في الشواهد". [3] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 2/ 578، رقم (1234)، والحديث في سنده يعقوب بن حميد، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب ص (607): "صدوق ربما وهم". [4] هو: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عَائِشَة: تابعي ثقة، من أهل اليمن. قدم المدينة في أيام أبى بكر. وسكن الكوفة. وشهد حروب على. وكان عالمًا بالفتيا، مات سنة (62هـ).
ينظر في ترجمته: المنتظم 6/ 19، وتاريخ ابن أبي خيثمة 3/ 110، وتاريخ بغداد 15/ 311، وسير أعلام النبلاء 5/ 24. [5] الطبقات الكبرى 8/ 62، وتاريخ ابن أبي خيثمة 3/ 130، وتاريخ الإسلام 4/ 250.