المبحث الأول
الفوائد والآثار الإِيجابِيَّة لحادثة الإفك القديمة
لا شك أن حادثة الإفك فيها من الفوائد والآثار الإيجابية الكثير، كيف لا وقد أخبر الله تعالى أن فيها خيرًا للمؤمنين، حيث قال: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [1]، فمن أصْدَقُ من الله حديثًا، ومن أصْدَقُ من الله قيلاً.
فاقتضت حكمة الله أن يخرج الخير من ثنايا الشر، وكم من أمور ظاهرها الشر وهي تحمل في طياتها الخير الكثير، قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [2]، وقال تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [3].
وقد ذكر أهل العلم أمورًا كثيرة ظهرت فيها الخيرية في هذه الحادثة، من أهمها ما يلي ([4]): [1] سورة النور، الآية:11. [2] سورة البقرة، الآية:216. [3] سورة النساء، الآية:19. [4] استفدتُ هذه الفوائد من كتب مطبوعة، ومحاضرات وخطب ودروس مفرغة، من أهمها: [1] - السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، لعلي محمد الصلابي ص (589590). [2] - دروس مفرغة في التفسير للشيخ مصطفى العدوي، تحت عنوان: "ما يستفاد من حادثة الإفك". =