نام کتاب : اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة نویسنده : عفانة، حسام الدين جلد : 1 صفحه : 30
استدل العلماء القائلون بذم البدعة بما يلي:
أولاً: إن الله سبحانه وتعالى قد أكمل هذا الدين قبل وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ
دِينًا) [1]. فلا يقبل من أي إنسان أن يزيد على الدين أو يخترع فيه شيئاً لأن هذه الزيادة والاختراع تعتبر استدراكاً على الله تبارك وتعالى وتوحي بأن الشريعة ناقصة وبأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - لم يبلغ الرسالة تبليغاً كاملاً [2].
قال الإمام مالك بن أنس: [من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة لأن الله يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً [3].
ولأن الزيادة على الشريعة فيها إظهار الاستظهار على الشارع وهو قلة أدب معه لأن شأن العظماء إذا حددوا شيئاً وقف عنده وعدَّ الخروج عنه قلة أدب [4].
ثانياً: قالوا إن الأحاديث الواردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في البدعة كلها على سبيل الذم، فمن ذلك ما تقدم في حديث جابر قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم. ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) رواه مسلم، وقد مضى. [1] سورة المائدة الآية 3. [2] انظر البدعة والمصالح المرسلة ص 111. [3] الاعتصام 2/ 53. [4] تهذيب الفروق 4/ 218.
نام کتاب : اتباع لا ابتداع - قواعد وأسس في السنة والبدعة نویسنده : عفانة، حسام الدين جلد : 1 صفحه : 30