responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 79
والأصناف وإلا فالعالم بفتح اللام هو اسم لما سوى الله تعالى كما هو مقرر عند أهل العلم.
(قوله) وهذا مما يخالف ما كان عليه القدماء فإنهم كانوا يزعمون أن العالم واحد وأن الإنسان أشرف الموجودات وأن الكواكب كلها أجرام فارغة خلقت ليتلذذ بمنظرها الإنسان ساقط عن درجة الاعتبار وما زعموه وقالوه هو الحق الذي لا محيص عنه من أن العالم واحد، وإنما يتعدد بالاعتبار المتقدم والجمع في العالمين جار على ذلك وأن الكواكب لا ساكن فيها، ومن ادعى أنها مسكونة لا دليل يعتبر عنده إلا تخمينه برصده وأن نوع بني آدم [1] أشرف المخلوقات

[1] قوله أشرف ... إلخ، قد تقدم الكلام في هذه المسألة عن القطب الدباغ من حيثية شرف خلقة الآدمي عما عداها من جميع المخلوقات ويزاد على ذلك هنا أما باعتبار الصورة الخلقية وما انطوت عليه هذه الهيئة التركيبية من اللطائف والحكم التي لم يشتمل عليها واحد من البرية فأقوال العلماء في ذلك لا تُحصى ولا تكاد تستقصى وقال أبو محمد ماجد الكردي ما خلق الله من عجيبة إلا ونقشها في صورة الآدمي ولا أوجد أمرا غريبا إلا وسطه فيه ولا ابرز سرا إلا وجعل فيه مفتاح علمه فهو نسخة مختصرة من العالم ا. هـ.
ولهذا المعنى أشار بعضهم بقوله
أتحسب أنك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر
وبهذا الاعتبار فهو أفضل حتى من الملك لا فرق في ذلك بين ذات مؤمنة وكافرة إلى هذا الإشارة بقوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} وأما تفضيله باعتبار عظم الدرجة وزيادة القربة فعند المحققين أن الخواص من الآدميين وهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أفضل حتى من خواص الملائكة وسيأتي التصريح بذلك عن الإبريز في مبحث الاجتهاد والتقليد عند قوله تعالى {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ... إلخ، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} وحمل المحققون كثير على الجميع ولذلك نظائر في اللغة
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست