responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 149
علينا اتباعهم ومن أدلة الشريعة إجماعهم وقد مضت على ذلك العلماء في جميع الأقطار وانتدبوا بأنفسهم للاستمداد من قبور الصلحاء وقضاء الأوطار، وخلدوا ذلك في كتبهم ومؤلفاتهم وسطروه في دواوينهم وتعليقاتهم، وقسموا ما تلخص لديهم بالأدلة الشرعية من الأحكام، وذلك أن الزيارة إن كانت للاتعاظ والاعتبار فلا فرق في جوازها بين قبور المسلمين والكفار، وإن كانت للترحم والاستغفار من الزائر فلا منع فيها إلا في حق الكافر، فإن الشريعة أخبرت بعدم غفران كفره وعليه حملوا قوله تعالى {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} وإن كانت الزيارة لاستمداد الزائر من المزور وتوخي المكان الذي فضله مشهور والدعاء عند قبره لأمر من الأمور، فلا حرج فيه ولا محظور، بل هو مندوب مرغب فيه وأنه مما تشد الرحال إليه، وأما النهي الوارد في شد المطي لغير المساجد الثلاثة، فإنما هو بالنسبة لنذر الصلاة فيها فإنه لا يختلف صواب الصلاة لديها، وأما المزارات فتختلف في التصريف مقاماتها وتتفاوت في ذلك كراماتها وذلك السر في الاستمداد والإمداد لا تطلع عليه، وضرب بسور له باب بينك وبين الوصول إليه، وقد أوضح ذلك حجة الإسلام ومن شهد له بالصديقية العظمى الأولياء العظام، وبين أن الاستمداد شفاعة وأنها لا تكون إلا بانصراف الهمة من الزائر حتى يستولي ذكر الشفيع على الخاطر، وهو سبب منبه لروح ذلك الشفيع والمزور وموجب لمعرفة ما قصده الزائر في أمر من الأمور، وكما تؤثر مشاهدة الحي في حضوره بالبال فكذا تؤثر مشاهدة تربته التي هي حجاب القالب والمثال ولا قدرة للزائر على نفس ذلك الإحضار

نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست