responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 147
من العسف والطغيان في هدم ما على قبور الأولياء والصلحاء من البنيان، ولو فاوضت الأئمة واستهديت هداة الأمة الذين خاضوا من الشريعة لججها واقتحموا ثبجها وعالجوا غمارها وركبو تيارها، لأخبروك بأن محل ذلك الزجر ومطلع ذلك الفجر في البناء على مقابر المسلمين المعدة لدفن عامتهم لا على التعيين؛ لما فيه من التحجير على بقية المستحقين ونبش عظام السابقين، وأما ما يبنيه المسلمون أو الكفار في أملاكهم المملوكة لهم ليصلوا بمن يدفن هناك حبلهم فلا حرج يلحقهم ولا حرمة ترهقهم، فكما لا تحجير عليهم في بناء أملاكهم دورا وحوانيت ومساجد، كذلك لا حرج عليهم في جعلها قبابا أو مقامات أو مشاهد، ثم ليتك إذ تلقفت هذا منهم ووعيته عنهم أن تعيد عليهم بالسؤال وتشرح لهم نازلة الحال، وهل يجوز بعد النزول والوقوع هدم ما بني منها على الوجه الممنوع؟ وهل هذا التخريب محظور أو مشروع، فإذا أجابوك بأنه من معارك الأنظار ومحل اختلاف العلماء النظار، وإن منهم من يقول ببقائه على حاله رعيا للحائز في إتلاف ماله، وأن له شبهة في الحملة تحميه وفي البناء منفعة للزائر تقيه وتطيب نفسه عن حقه وترضيه، ومنهم من شدد النكير وأبى إلا الهدم والتغيير، فإذا تحقق عندك هذا فكيف تقدم هذا الإقدام وتخوض مزالق الإقدام وتطلق العنان في هدم كل مقام من غير مراعاة إلى أي عهد في الدين ولا ذمام، فإذا انفتحت لك هذه الأبواب نظرت بنظر آخر ليس فيه ارتياب، وهو أن المنكر الذي اقتضى نظرك تغييره ليس متفقا عليه عند أهل البصيرة، وأنه من مدارك الاجتهاد، وأنه قد سقط عنك القيام فيه والانتقاد، ثم بعد الوصول لهذا المقام أعد نظرا في إيقاد نار الحرب بين أهل الإسلام

نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست