نام کتاب : الاعتصام - ت الشقير والحميد والصيني نویسنده : الشاطبي، إبراهيم بن موسى جلد : 1 صفحه : 79
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أَيْضًا قَالَ: "هُمُ الْحَرُورِيَّةُ" [1].
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ [2]: سمعت مالكاً رضي الله عنه يَقُولُ: "مَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَشَدُّ عَلَى أَهْلِ الِاخْتِلَافِ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مِنْ هذه الآية {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} إلى قوله: {بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [3]، قَالَ مَالِكٌ: فَأَيُّ كَلَامٍ أَبْيَنُ مِنْ هَذَا؟ "، فَرَأَيْتُهُ يَتَأَوَّلُهَا [4] لِأَهْلِ الْأَهْوَاءِ [5].
وَرَوَاهُ ابْنُ الْقَاسِمِ [6]، وَزَادَ: قَالَ لِي مَالِكٌ: "إِنَّمَا هَذِهِ الْآيَةُ لأهل الأهواء" [7][8].
وما ذكره مالك [9] فِي الْآيَةِ قَدْ نُقِلَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ كَالَّذِي تَقَدَّمَ لِلْحَسَنِ [10].
وَعَنْ قَتَادَةَ [11] فِي قَوْلِهِ: {كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} [12] يعني أهل البدع [13]. [1] وهم الخوارج، وتقدم قول أبي أمامة في الحديث أن المراد بالآية الخوارج. انظر (ص76). [2] هو عبد الله بن وهب، المحدث الكبير، وصاحب مالك. تقدمت ترجمته، وفي (ر): "ابن يعزوها". [3] سورة آل عمران، آية (106 107). [4] في (م): "يناولها". [5] انظر: الانتقاء لابن عبد البر (70)، وأحكام القرآن لابن العربي (1/ 294)، والبيان والتحصيل لابن رشد (16/ 362 ـ 363). [6] هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي، مولاهم المصري، صاحب الإمام مالك، كان عالم الديار المصرية ومفتيها، وكان ثقة مأموناً، صاحب ورع توفي سنة إحدى وتسعين ومائة.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (9/ 120)، تقريب التهذيب (1/ 495)، ترتيب المدارك (4/ 433). [7] في جميع النسخ: "لأهل القبلة"، والمثبت من (غ)، وهو الأنسب لما قبله. [8] ذكر السيوطي في الدر المنثور مثل هذا القول للشعبي، وعزاه لابن أبي حاتم (2/ 292)، وأما قول الإمام مالك فلم أجده. [9] ساقطة من (ط). [10] تقدم (ص81)، والآيتان متجاورتان في المصحف، وقد سبق كلام أبي أمامة رضي الله عنه أن المراد بهما الخوارج (ص78)، وكذلك قول الشعبي كما في هامش (9). [11] هو قتادة بن دعامة السدوسي، حافظ العصر، وقدوة المفسرين والمحدثين، كان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ. وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلس معروف بذلك. توفي سنة سبع عشرة ومائة.
انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 269)، تقريب التهذيب (2/ 123)، الكاشف للذهبي (2/ 341). [12] سورة آل عمران، آية (105). [13] ذكره الإمام البغوي في معالم التنزيل عند الآية التي تليها عند قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} (1/ 339).
نام کتاب : الاعتصام - ت الشقير والحميد والصيني نویسنده : الشاطبي، إبراهيم بن موسى جلد : 1 صفحه : 79