نام کتاب : الاعتصام - ت الشقير والحميد والصيني نویسنده : الشاطبي، إبراهيم بن موسى جلد : 1 صفحه : 328
فَالْجَمْعُ بَيْنَ كَوْنِ [1] تِلْكَ الْأَشْيَاءِ بِدَعًا، وَبَيْنَ [2] كَوْنِ الْأَدِلَّةِ تَدُلُّ عَلَى وُجُوبِهَا أَوْ نَدْبِهَا أَوْ إِبَاحَتِهَا، جَمْعٌ بَيْنَ مُتَنَافِيَيْنِ.
أَمَّا الْمَكْرُوهُ مِنْهَا وَالْمُحَرَّمُ [3] فَمُسَلَّمٌ مِنْ جِهَةِ كَوْنِهَا بِدَعًا، لَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، إِذْ لَوْ دَلَّ الدليل على منع أمر ما [4]، أَوْ كَرَاهَتِهِ [5]، لَمْ يُثْبِتْ بِذَلِكَ [6] كَوْنَهُ بِدْعَةً، لِإِمْكَانِ أَنْ يَكُونَ [7] مَعْصِيَةً، كَالْقَتْلِ وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهَا. فَلَا بِدْعَةَ يُتَصَوَّرُ فِيهَا ذَلِكَ التَّقْسِيمُ أَلْبَتَّةَ، إِلَّا الْكَرَاهِيَةَ وَالتَّحْرِيمَ، حَسْبَمَا يُذْكَرُ في بابه [8] (إن شاء الله) [9].
فما ذكره الْقَرَافِيُّ [10] عَنِ الْأَصْحَابِ مِنَ الِاتِّفَاقِ عَلَى إِنْكَارِ الْبِدَعِ صَحِيحٌ، وَمَا قَسَّمَهُ فِيهَا غَيْرُ صَحِيحٍ.
ومن العجب حكايته [11] الِاتِّفَاقِ مَعَ [12] الْمُصَادَمَةِ بِالْخِلَافِ، وَمَعَ [13] مَعْرِفَتِهِ بِمَا يَلْزَمُهُ فِي خَرْقِ الْإِجْمَاعِ، وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا اتَّبَعَ فِي هَذَا التَّقْسِيمِ شَيْخَهُ مِنْ غَيْرِ تَأَمُّلٍ، فإن ابْنِ عَبْدِ السَّلَامِ ظَاهِرٌ مِنْهُ أَنَّهُ سَمَّى الْمَصَالِحَ الْمُرْسَلَةَ بِدَعًا، بِنَاءً ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ـ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَدْخُلْ أَعْيَانُهَا تَحْتَ النُّصُوصِ الْمُعَيَّنَةِ، وَإِنْ كَانَتْ تُلَائِمُ قَوَاعِدَ الشَّرْعِ، فَمِنْ هُنَالِكَ جعل القواعد هي الدالة على استحسانها، فتسميته [14] لها بلفظ البدع هو [15] مِنْ حَيْثُ فُقْدَانِ الدَّلِيلِ الْمُعَيَّنِ عَلَى الْمَسْأَلَةِ المعيّنة [16] واستحسانها من حيث دخولها تحت [1] ساقطة من (م) و (خ) و (ت) و (ط). [2] ساقطة من (غ) و (ر). [3] في (غ) و (ر): "أو المحرم". [4] زيادة في (م) و (غ). [5] في (م): "كراهية"، وفي (ت): "كراهيته". [6] في (خ) و (ط): "ذلك". [7] في (غ) و (ر): "تكون". [8] وهو الباب السادس من هذا الكتاب (2/ 36). [9] ما بين المعكوفين ساقط من (م) و (ط) و (ت) و (خ). [10] تقدم قوله وترجمته (ص350). [11] في (ط): "حكاية". [12] في (غ) و (ر): "ثم". [13] في (م) و (ت) و (غ): "مع" بدون الواو. [14] في (خ) و (ط): "بتسميته"، والباء غير واضحة في (ت). [15] في (خ) و (ط): "وهو". [16] ساقطة من (م) و (خ) و (ت) و (ط).
نام کتاب : الاعتصام - ت الشقير والحميد والصيني نویسنده : الشاطبي، إبراهيم بن موسى جلد : 1 صفحه : 328