نام کتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل نویسنده : الرفاعي، محمد نسيب جلد : 1 صفحه : 173
الدليل السادس
حديث الاستسقاء بدعاء العباس - رضي الله عنه -
بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ثبت لك يا أخي أن الصحابة كانوا يتوسلون إلى الله بالاستسقاء بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم وذلك من الأحاديث الواردة في البحث الماضي ... نعم ... كانوا يفعلون ذلك في حال حياته - صلى الله عليه وسلم - ولما قبض الله نبيه إليه وألحق بالرفيق الأعلى فإذا أجذب الصحابة وقحطوا استسقوا وتوسلوا بغيره من الأحياء الذين تكون فيهم مظنة التقى والورع وبخاصة إذا كانت له وشائج قربى تربطه بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولعلك تسأل يا أخي المسلم ولم يعدلون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غيره من الناس ... ؟ إذ مهما كان فيه ورع وتقى وصلاح لم يكن هذا شيئاً مذكوراً بجانب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وإليك الجواب:
إن الصحابة كانوا يتوسلون بدعاء رسول الله حال حياته ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعد يستطيع الدعاء بسبب وفاته وإذا مات ابن آدم انقطع عمله والدعاء ولا شك فانقطع بالموت.
ولهذا استسقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إبان خلافته بالعباس - رضي الله عنه - عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعن أنس - رضي الله عنه - قال:
[إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال: ((اللهم كما نتوسل بنبينا - صلى الله عليه وسلم - فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) قال فيسقون] رواه البخاري في صحيحه.
وإذاً ثبت لديك ثبوتاً قطعياً أن عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين - رضي الله عنه - استسقى بالعباس بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه ولم يعترض أحد من الصحابة على عمل عمر بن الخطاب إذ ليس من المعقول أن يعترض أحد لعلم الناس جميعاً أن عملية
نام کتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل نویسنده : الرفاعي، محمد نسيب جلد : 1 صفحه : 173