responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 146
- قَوْلُ المُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ فِي المَسَائِلِ (وَاعْتَقَدُوا أَنَّ مَا نَهَى اللهُ وَرَسُوْلُهُ عَنْهُ فَهُوَ الكُفْرُ المُبِيْحُ لِلدَّمِ وَالمَالِ): يَعْنِيْ أَنَّ الَّذِيْنَ لَمْ يَفَقَهُوا التَّوْحِيْدَ وَلَمْ يَفْهَمُوا القُرْآنَ وَلَمْ يَعْرِفُوا وَجْهَ كُفْرِ مَنْ سَبَقَ مِنَ الأُمَمِ؛ ظَنُّوا أَنَّ الكُفْرَ وَالشِّرْكَ هُوَ الرِّدَّةُ عَنِ الدِّيْنِ فَقَط؛ وَهُوَ الَّذِيْ يُوْجِبُ إِبَاحَةَ الدَّمِ وَالمَالِ! وَلَمْ يَفْطَنُوا إِلَى أَنَّ الشِّرْكَ يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ حَتَّى مِنَ الصَّالِحِيْنَ القَاصِدِيْنَ لِلقُرْبِ مِنَ اللهِ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّرْجَمَةِ بِقَوْلِهِ (هُوَ الغُلُوُّ في الصَالِحِيْنَ).
- فِي البَابِ عِدَّةُ فَوَائِدَ؛ مِنْهَا:
1) أنَّ حُسْنَ النِّيَّةِ لَا يُسوِّغُ العَمَلَ غَيْرَ المَشْرُوْعِ، لِأَنَّ قَوْمَ نُوْحٍ أَرَادُوْا بِاتِّخَاذِ الأَنْصَابِ النَّشَاطَ عَلَى العِبَادَةِ وتَذَكُّرَ أَحْوَالِ هَؤُلَاءِ الصَّالِحِيْنَ، وَلَمْ يَقْصِدُوا الكُفْرَ بِهِ تَعَالَى! (1)
2) أَنَّ النِّيَّةَ الصَّالِحَةَ لَا تُصَحِّحُ العَمَلَ، إِذْ لَا بُدَّ مَعَ النِّيَّةِ الحَسَنَةِ مِنْ مُوَافَقَةِ الشَّرْعِ، كَمَا فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَة مَرْفُوْعًا (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ). (2)
3) بَيَانُ أَهَمِّيَّةِ وُجُوْدِ العُلَمَاءِ فِي النَّاسِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ مَا نَشَطَ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى الشِّرْكِ إِلَّا عِنْدَمَا فُقِدَ العِلْمُ وَمَاتَ العُلَمَاءُ.
4) فِيْهِ أَنَّ مَكْرَ الشَّيْطَانِ - فِيْ هَذَا البَابِ - يَكُوْنُ مِنْ جِهَتَيْنِ:
أ) تَزْيِيْنُ البَاطِلِ، وَالتَّرْوِيْجُ لَهُ بِالدَّعَاوَى الحَسَنَةِ.
ب) التَّدَرُّجُ فِيْهِ.
5) فِيْهِ كَرَاهَةُ التَّقَعُّرِ فِي الكَلَامِ بِالتَّشَدُّقِ وَتَكَلُّفِ الفَصَاحَةِ وَاسْتِعْمَالِ وَحْشِيِّ اللُّغَةِ وَدَقَائِقِ الإِعْرَابِ فِي مُخَاطَبَةِ العَوَامِ وَنَحْوِهِم.
وَفِي الحَدِيْثِ ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُوْلُوا قَوْلَكُمْ، فَإِنَّمَا تَشْقِيْقُ الكَلَامِ مِنَ الشَّيْطَانِ)، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا)). (3)

(1) قَالَ الطَّبريُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (639/ 23): (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ {وَيَغُوْثَ وَيَعُوْقَ وَنَسْرًا} قَالَ: كَانُوا قَوْمًا صَالِحِيْنَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوْحٍ؛ وَكَانَ لَهُمْ أَتْبَاع يَقْتَدُوْنَ بِهِمْ، فَلَمَّا مَاتُوا قَالَ أَصْحَابهمُ الَّذِيْنَ كَانُوا يَقْتَدُوْنَ بِهِمْ: لَوْ صَوَّرْنَاهُمْ كَانَ أَشْوَقَ لَنَا إِلَى العِبَادَة إِذَا ذَكَرْنَاهُمْ، فَصَوَّرُوهُمْ فَلَمَّا مَاتُوا وَجَاءَ آخَرُوْنَ دَبَّ إِلَيْهِمْ إِبْلِيْسُ؛ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانُوا يَعْبُدُوْنَهُمْ، وَبِهِمْ يُسْقَوْنَ المَطَرَ فَعَبَدُوْهُمْ).
(2) مُسْلِمٌ (1718).
(3) صَحِيْحٌ. الأَدَبُ المُفْرَدُ (875) عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعًا. صَحِيْحُ الأَدَبِ المُفْرَدِ (675).
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست