نام کتاب : العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية نویسنده : الجديع، عبد الله جلد : 1 صفحه : 425
المبحث الخامس: وجه التوافق بين قولي المعتزلة والأشعرية في القرآن
بَعْدَ هذا العَرْضِ لاعْتقادِ الأشعريَّةِ في كلام الله تعالى، وَمُقارنتهِ باعتقادِ السَّلَف، واعتقادِ الجَهمية المعتزلةِ، يتبيَّنُ لكَ مُجانَبتُهم في ذلك لاعتقادِ السَّلَف والأئمَّة ومُبايَنَتُهم فيه، ومُوافَقَةُ المُعتزلةِ الجَهميةِ في حقيقة الأمْرِ، وأنَّ الخلافَ بينهم وبين المعتزلةِ يشبهُ أن يكونَ خِلافاً لفظيّاً، بل هو فيما أرى كذلكَ، وقد صَرَّحَ بهذه الحَقيقةِ مُحقِّقُهم إمامُ الحَرَمينِ، فقال: "وقولُهم: إنَّه كلامُ الله تعالى، إذا رُدَّ إلى التَّحصيل آل الكلامُ إلى اللُّغاتِ والتَّسْمياتِ، فإنَّ معنى قولهم: هذه العباراتُ كَلامُ الله: أنَّها خَلْقُه، ونحنُ لا نُنْكِرُ أنَّها خَلْقُ الله، ولكنْ نمتنعُ من تسميةِ خالق الكلام مُتكلِّماً به، فقد أطْبَقْنا على المَعنى، وتَنازَعْنا بعد الاتفاق في تسميتهِ" [12].
قلتُ: وبيانُ هذه المُوافقة لاعتقادِ المعتزلة من وَجْهين:
الأوَّل: المُعتزلة لا يُجوّزونَ قيامَ الصِّفاتِ والأفعالِ بذاتهِ تعالى، فوافَقَهم الأشعريةُ في نَفْي قيام الأفْعال بذاتهِ تعالى، فَنَفَوْا لهذا أنْ يقومَ به تعالى ما يتعلَّقُ بمشيئتهِ واختيارهِ، فنتَجَ قولُهم: الكلامُ معنى واحدٌ أزليُّ
(12) "الإِرشاد" ص: 116 - 117.
نام کتاب : العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية نویسنده : الجديع، عبد الله جلد : 1 صفحه : 425