responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 25
كأنه ينظر من وراء شف [1]، ألا ترى إلى [2] النائم إذا أفلت [3] قلبه من يد الحواس، وانفك من أسرها، كيف تتجلى [4] له الحقائق، تارة بعينها، وأخرى بمثالها. قال لي: وقد تقوى النفس، ويصفو القلب حتى يؤثر في العوالم، فإن للنفس قوة تأثيرية موجدة [5]، ولكن كما قلنا، ما يتوارد عليها من شعوب البدن، وعلائق الشهوات، يحول بينها وبين تأثيرها، حتى لا يبقى لها تأثير إلا في محلها، وهو البدن خاصة (6)، كالرجل يمشي في الأرض، على عرض شبر، ولو علا جدارا مرتفعا، عرضه ذراع، ما استطاع أن يبسط خطاه عليه فإنه [7] يتوهم سقوطه عنه، فإذا استشعرت ذلك النفس [8] واستقرت عليه، انفعل [9] البدن لها، وسقط مسرعا، وقد تقوى على أكثر من ذلك، فيكون تأثيرها في غير محلها من جنسها، كما ينظر الرائي إلى جسم حسن، فيقع في قلبه استحسانه، فإذا نطق بذلك عليه، تأثر بذلك الجسم فليط [10] به، أو هلك في ذاته، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر" [11] وقد

[1] ز: كتب على الهاش: قلت: هذا كله من حجة الإسلام رضي الله عنه تمثيل للأمور المعنوية، من أحوال القلب، الناشئة عن التصرفات الإلهية، فيه بالخير والشر، فكأنه مرآة تعتورها الصداءة بارتكاب المعاصي والمخالفات تارة، ويعتورها الجلاء والصقالة بالتقوى والطاعات تارة أخرى، وليس مراده بالصدأ والصقالة المحسوسين، وإنما مراده تقريب هاته المعاني للأفهام والسلام.
[2] ج: أن.
[3] ج، ز: قلت.
[4] ج؛ يتجلى.
[5] ب، ج، ز: موجودة.
(6)، ز: كتب على الهامش: وهذا كله منوط بتلك اللطيفة الربانية، المودعة في جرم القلب، لأجل التعقل الموهوب، بفضل الله إلى نوع الإنسان، وأن هذه التقوى المودعة في حواسه الظاهرة، والباطنة لا يعلم حقيقتها سوى الله خالقها وباريها، وليس للمرء من معرفتها سوى ما يحس به، ويدركه من آثارها والله أعلم.
[7] ب: - فإنه.
[8] د: + صحة.
[9] ج: انفصل.
[10] أي تعلق، لاط الشيء بقلبه يلوط، ويليط، لوطا، وليطأ حبب إليه، وألصق، ولاط فلانا بسهم أو عين أصابه به (القاموس المحيط).
[11] لم نقف له على ترجمة0
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست