responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بسط القول والإسهاب في بيان حكم مودة المؤمن للكافر نویسنده : البدراني، أبو فيصل    جلد : 1  صفحه : 20
فالحاصل أنّ البر والإحسان إلى غير المسلم وحسن التعامل معه؛ سلوك وعمل ظاهر، والمودة والموالاة معتقد وعمل باطن , والخلط واللبس بينهما يقع كثيراً من بعض المسلمين فهماً وعملاً، فيظن بعضهم أنهما لا يجتمعان , فيقع سوء الفهم والتطبيق، فهناك من أساء الفهم فظن أنّ حسن التعامل لا ينفك عن الولاء، وأنّ سوء التعامل لا ينفك عن البراء وهذا يؤدي إلى أن يسيء التعامل أداء للبراءة المطلوبة، ظناً منه أنّ الإساءة جزء، أو صورة من صور البراءة من الكافر، وقد تقدم بأنّ النصوص الشرعية فرقت بينهما وقلب المؤمن قلب واسع رحيم، يرحم غير المسلم، ويحب النجاة له من عذاب الله، ويحب له السعادة بالإسلام والإيمان، ولذا فهو يحرص على دعوته إلى الخير، ولكنه في الوقت نفسه لا يحب الكافرين ولا يواليهم طاعة لله، بل إذا حزن عليهم فإنما يحزن لكفرهم، وضلالهم، وعبادتهم غير الله تعالى.
كما يُروى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه مر بدار راهب، فناداه: يا راهب، فأشرف، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له يا أمير المؤمنين: ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قول الله تعالى:} عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً {فكان بكاؤه عليه لضلال سعيه، وخراب دينه، ومآله إلى جهنم وهو يحسب أنه يُحسن صنعاً، فبكى خوفاً أن يضل مثله ... انتهى.
وقال أصحاب هذا المذهب إن نصوص الكتاب والسنة، لم تذكر إباحة تولي الكفار أو موالاتهم على أي وجه من الوجوه سوى حالة واحدة وهي حالة الإكراه الملجئ قال تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) فيجوز في حالة الضعف والخوف من أذاهم الموالاة لهم ظاهراً، ريثما يعد المسلمون العدة لمواجهة الكفار والتحرر من سيطرتهم، وقد عد بعض العلماء أقل نوع من أنواع الموالاة بدون إكراه إثماً ومعصية , يقول سفيان الثوري رحمه الله: (من لات للكفار دواة أو برا لهم قلماً أو ناولهم قرطاساً فقد دخل في الموالاة المنهي عنها ما لم يكن ذلك لغرض دعوة إلى الله) اهـ قلتُ أو لم يكن له حاجة كحق جوار أو رحم أو نحوهما.
وعليه فالموالاة عند علماء الاصطلاح شيء، والبر شيء آخر، فالبر يعني: الصلة في الخير والاتساع في الإحسان، وقد أباح الله ذلك لطائفة من الكفار ضمن شروط معينة فلفظ الموالاة ليس مرادفاً للبر على الإطلاق.
وردوا على من قال بأن مسألة الميل القلبي لا اختيار للشخص فيه؟ قالوا نعم المحبة والبغض أمران بيد الله لكن لهما أسباب وبإمكان المسلم رفعه بقطع أسباب المودة التي ينشأ عنها ميل القلب كما قيل الإساءة تقطع عروق المحبة إلا أن هذا لا يُمكن مع الوالدين المشركين لحرمة هجرهما وأما مع غيرهم فقد أوجب أهل هذا المذهب هجر وقطع أسباب المودة مع كل من يغلب على ظنك محبته بسبب صلته ولو حملك ذلك على رد ما ثبت بالشرع جوازه كالهدية واستدلوا على هذا المذهب بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ضعيفاً أنه كان يقول: " اللهم لا تجعل لفاجر

نام کتاب : بسط القول والإسهاب في بيان حكم مودة المؤمن للكافر نویسنده : البدراني، أبو فيصل    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست