نام کتاب : دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد نویسنده : عبد الله بن صالح الغصن جلد : 1 صفحه : 239
وفي الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه - تبارك وتعالى -: «لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي [1] عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت، وأكره مساءته ولا بد له منه» [2] .
وعن عبادة بن الصامت [3] رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقالت عائشة: إنا لنكره الموت؟ قال: ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت يُبَشّر برضوان الله وكرامته، وإذا بشر بذلك أحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه
وإن الكافر إذا حضره الموت بُشر بعذاب الله وسخطه فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه» (4)
وعن أبي سعيد الخدري (ت - 74هـ) رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله [1] حقيقة التردد في هذا الحديث: أن يكون الشيء الواحد مراداً من وجه، مكروهاً من وجه، وإن كان لا بد من ترجيح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة العبد، فصار الموت مراداً للحق من جهة أنه قضاه فهو يريده ولا بد منه، مكروهاً من جهة مساءة العبد التي تحصل له بالموت، انظر تفصيل ذلك في: مجموع فتاوى ابن تيمية 18/129 - 135. [2] الحديث أخرجه البخاري في صحيحه 11/340 - 341 كتاب الرقاق، باب التواضع، وأحمد في مسنده 6/256 من حديث عائشة رضي الله عنها. [3] عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم السالمي الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، شهد العقبة، وآخى الرسول صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين أبي مرثد الغنوي، شهد بدراً والمشاهد كلها، توفي في الرملة سنة 34هـ.
انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر 2/450، الإصابة لابن حجر 2/268.
(4) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه 13/466 كتاب التوحيد باب يريدون أن يبدلوا كلام الله، ومسلم في صحيحه 4/2065 كتاب الذكر والدعاء باب من أحب لقاء الله، والترمذي في سننه 3/370 كتاب الجنائز، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله بنحوه.
نام کتاب : دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد نویسنده : عبد الله بن صالح الغصن جلد : 1 صفحه : 239