نام کتاب : رسالة الشرك ومظاهره نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 174
الذي يهيئ له الأسباب العادية، ويعينه بما هو خارج عن الأسباب، ويلطف به فيما يلم به، فمن اتخذ وليّاً غير الله بهذا المعنى، فقد اتخذ معه شريكاً، ولهذا قال في سورة الرعد: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} [الرعد: 33].
ويشترك غير الله به فيها إذا كانت للمفعول، فإن العبد يوالي الله وأولياءه، فمعنى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}: إنما الولي الذي توالونه وتتولونه، لقوله بعد: {وَمَنْ يَتَوَلَّ}، ومعنى {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}: المولى الذي يتولاه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولهذا جعل الراغب فيما تقدم عنه المولى هنا بمعنى اسم المفعول.
• معنى الولي في الشرع:
والأولياء الذين شرفهم الله بإضافتهم إليه في سورة يونس يصح كما سبق عن العسكري أن يكونوا بمعنى الفاعل، لنصرهم دين الله والدعاة إليه، وأن يكونوا بمعنى المفعول؛ لإِعانة الله لهم على الإِخلاص في الطاعة، وعلى التقديرين؛ فهم من جمع إلى صحة العقيدة القيام بالفرائض، والوقوف عند الحدود، والتزود بالنوافل، وهذا معنى وصفهم في نفس الآية بالإِيمان والتقوى، ووصفهم في غيرها بالإِيمان مع الإِسلام، أو مع الاستقامة، أو مع العمل الصالح، أو ما في معنى ذلك.
قال تعالى في البقرة، وفي النحل، وفي الزمر، وفي فصلت، وفي الزخرف: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25]، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128]، {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 17 - 18]، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
نام کتاب : رسالة الشرك ومظاهره نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 174