نام کتاب : رسالة في الرد على الرافضة نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 29
إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب"، فإنه أوجب مساواته الأنبياء في صفاتهم انتهى " وفي صحة هذا نظر، وبعد فرض صحته لا يوجب المساواة، لأن المشاركة في بعض الأوصاف لا تقتضي المساواة كما هو بديهي. ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم ومساويا [1] لهم فقد كفر؛ وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحد من العلماء، فأي خير في قوم اعتقادهم يوجب كفرهم؟
مطلب نفي ذرية الحسن رضي الله عنه
ومنها قولهم: إن الحسن بن علي لم يعقب، وأن عقبه انقرض، وأنه لم يبق من نسله الذكور أحد، وهذا القول شائع فيهم، وهم مجمعون عليه، ولا يحتاج إلى إثباته، كذا قيل. ومنهم من يدعي أن الجاج مثلهم كلهم، وتوصلوا بذلك إلى أن يحصروا الإمامة في أولاد الحسين، ومنهم في اثني عشر، وأن يبطلوا إمامة من قام بالدعوة من آل الحسن مع فضلهم وجلالتهم واتفاقهم بشروط الإمامة ومبايعة الناس لهم وصحة نسبتهم ووفور علمهم، بحيث إنهم كلهم بلغوا درجة الاجتهاد المطلق، فقاتلهم الله أنى يؤفكون! انظر إلى هؤلاء الأعداء لآل البيت المؤذين رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة بإنكار نسب من يثبت نسبه قطعا أنه من ذرية الحسن رضي الله عنه: وثبوت نسب ذريته متواتر لا يخفى على ذي بصيرة، وقد عد صلى الله عليه وسلم الطعن في الأنساب من أفعال الجاهلية، وقد ورد ما يدل على أن المهدي من ذرية الحسن رضي الله عنه كما رواه أبو داود وغيره [2]. [1] في الأصل: مساو لهم. [2] أحاديث المهدي في أبي داود: 4/505-506.
نام کتاب : رسالة في الرد على الرافضة نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 29