القرآن قوله تعالى: ((ولو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه)) [الأنعام: 28]، وقد حكم الله بأنهم لا يُردّون ((وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)) [الأنبياء: 95]
وكما دل السمع على إثبات صفة العلم؛ دل العقل عليها، وبيان ذلك: أن إيجاد المخلوقات وإحكام هذا الخلق العظيم الواسع لابد أن يكون عن علم يقوم بالرب تعالى، ولا يتصور أن يكون بلا علم تعالى الله عمَّا يقول الجاهلون علوا كبيرا.
ومن الطرق العقلية ـ أيضا ـ أن العلم يوصف به المخلوق على يليق به، وهو صفة كمال، فلو لم يتصف الخالق سبحانه بالعلم لزم أن يكون المخلوق أكمل من الخالق؛ وهذا ممتنع بداهةً.
وقوله: (وقدّر لهم أقدارا) قال تعالى: ((وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً)) ((إنا كل شيءٍ خلقناه بقدر)).
وجاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) [1].
مقادير تكون من جهة الزمان، والمكان، والذات، فكل إنسان قدر الله له زمنا ((وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)) [الحج: 5] يعني مقدار لُبْث الجنين في الرحم مقدّر، هذا ستة أشهر، وذا تسعة، وذا عشرة، وذا أكثر.
وعملهم مقدّر، ورزقهم مقدّر، وقدّر جميع الأشياء.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - (قدّر الله المقادير) كلمة قصيرة لكن مفهومها واسع جدا، لا نحيط به ولا نتصوره لكن نفهمه إجمالا.
وقوله: (وضرب لهم آجالا) [1] رواه أحمد2/ 169ـ والفظ له ـ، ومسلم (2653)، والترمذي (2156)، وابن حبان (6138) وصححاه، وعند مسلم: «كتب».