الإفرَاطُ في الإِحسَاسِ بالعَجزِ
يَنشَاُ عَنهُ التَّفرِيط في إزَالهِ العَجزِ
حينما يحاول الناس ملء الفجوة بين الواقع المشهود، وبين الأمل المنشود، يختلف موقفهم تبعًا لنوعية مفاهيمهم، والذي نقصده هنا ذلك الفريق الذي إذا فكر في حل هذه المعضلة، وملء هذه الفجوة، وكان هناك اتجاهان:
أحدهما: إيجابي يَطْلُبُ منه مواجهة الواقع، ومجابهة الباطل، والمثابرة على الأخذ بأسباب نهوض الأمة.
والثاني: سلبيٌّ يَؤُزُّهُ على التخلي عن المسئولية الحاضرة، والفرار إلى الأماني المستقبلية، فإنه ينحاز بلا تردد، إلى الاتجاه السلبي [1].
قال الشاعر:
من عادة الإسلام يَنْصُرُ عالماً ... ويُسَوِّدُ المِقدامَ والفَعَّالا
ظَلَمَتْهُ ألسنةٌ تؤاخِذه بكم ... وظلمتموه مقصِّرينَ كُسالى [1] ولعل أوضح أنموذج لهذا الاتجاه "جماعة شكري مصطفى" المعتنقين لمذهب الخوارج، والذين كانوا يرسمون خططهم المستقبلية وكأنهم يعيشون في الدنيا وحدهم، وأن ما سوف يقررونه بتفكيرهم "الذاتي" ومن تلقاء أنفسهم، هو حتمَا سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير، وكأنما يمسكون بأيديهم عجلة قيادة الأقدار، (إذ ترى جماعة شكري أن دورهم يبدأ بعد تدمير الكافرين؛ أي: بعد حرب لا تُبقي ولا تذر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، ومن المستحيل -عندهم- قيام الخلافة الإسلامية قبل نشوب هذه الحرب، ويؤكدون أنه من سنن الله تعالى أن يكون القتال بالسلاح القديم؛ أي: بالسيوف، والحراب، والرماح، والخيول، =