اعلم -رحمك الله- أنه ليس في نصوص الوحيين الشريفين ما هو مشكِل من حيث الواقع، بحيث لا يمكن أحدَا من الأمة أن يعرف معناه، وإنما الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي، يختلف فيه الناس بحسب ما عندهم من العلم والفهم، فما يكون مشكلًا عند شخص قد لا يكون كذلك عند آخر، بل يكون عنده واضحًا جليَّا [1].
وَهَاكَ أَمْثِلَةً لِمَا يُشْكِلُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ في بَابِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَجَوَابِ الْعُلَمَاءِ عَنْهَا: 1 - ذكر فتح القسطنطينية عقب الملحمة، وقبيل خروج الدجال؛ مع أنها فُتِحتْ على يد محمدِ الفاتح العثماني؛ والجواب: أنه فتح آخر غير الفتح الأول؛ كما تقدم قريبَا [2].
2 - جفاف بحيرة طبرية الذي ذُكر في حديث الجساسة على أنه أحد مقدمات خروج الدجال، وقد جفت بحيرة طبرية الآن [3]، أو كادت، وهذا لا يعني بالضرورة تحقق تلك العلامة؛ لأن من المحتمل أن تمتلئ البحيرة من جديد، ثم تجف قبل ظهور الدجال، أو قد تبقى جافَّةً مُدَّةَ
(1) "مجموع الفتاوى" (17/ 307). [2] راجع ص (267 - 269). [3] وقد نشر في السبعينيات بجريدة الأخبار (28/ 9/ 73) صورة فتاة تقف على أرض البحيرة الجافة وقد تشققت، وكتب عليها: "وجفت المياه في بحيرة طبرية".