يَتَغَيَّرُ كل يوم من حالٍ إلى حال، ولكنه مُتَّجِهٌ نحو الولادة؛ فلا يخرج التغير اليومي على التوجه للولادة، وكما لا تنفصل الولادة عن لحظة الجماع الأولى؛ لا تنفصل الساعة عن بدء الخلق" [1].
كل ما هو آتِ قريب
والبعيد: ما ليس بآتِ
قال العلَّامة محمد بن إسماعيل الصنعاني -رحمه الله تعالى-:
"والإخبار عن قربها -أي: الساعة- من مبعثه صلى الله عليه وسلم يحتمل أنه إخبار عن قربها عند الله تعالى، وإن كانت بعيدة في المدة، ردَّا لقول المشركين بأنه لا قيام لها، وإليه أشار قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} [المعارج: 6، 7]، فإنه أخرج عبد بن حميد عن الأعمش: "يرونه بعيدًا، قال: الساعة".
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)} قال: "تكذيبهم"، {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)} قال: "صدقًا كائنًا".
ويحتمل أن المراد قربُ أشراطها من بعثته صلى الله عليه وسلم" [2]. اهـ
ثم ذكر بعض ما وقع من الأشراط، وبيَّن أن المراد من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بُعثت أنا والساعة كهاتين" أي: "أنا وأشراط
(1) "علامات الساعة" ص (29).
(2) "رسالة شريفة" ص (53).